«بملفات عربية وإقليمية ساخنة تتصدرها إشكالية علاقات دول الخليج بإيران» اكتسبت زيارات مكثفة أجراها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لأربع دول خليجية في غضون أسبوعين، حيثية إقليمية خاصة. وكانت زيارة الرئيس المصري، في اليومين الماضيين، لدولة الكويت (ثالث محطة خليجية خلال 15 يوماً)، وقد انتقل منها إلى المحطة الرابعة في البحرين، عقب زيارتيه السابقتين، للسعودية في 23 نيسان الماضي، والإمارات في 3 أيار الجاري.
وغلبت على زيارات السيسي للدول الخليجية الأربع القضايا السياسية الإقليمية، في مقابل تراجع الحديث حيال توقيع اتفاقات بشأن ضخّ استثمارات أو مساعدات مالية أو شحنات نفط، وفق متابعين.
وفي السياق، رأى أستاذ العلاقات الدولية في «جامعة القاهرة»، طارق فهمي، أنّ الجولة تهدف إلى «إعادة ترتيب دور مصر في تحالفات المنطقة ضد إيران». وأضاف أن «ثمة ترتيبات أميركية لإعادة فك وتركيب التحالفات العربية في المنطقة، أو ما يعرف بـ(حلف الناتو العربي)، تجرى بوتيرة متسارعة... (وإنّ) دور مصر ضروري في هذه التحالفات». ورأى فهمي أنّ «مناخاً جديداً يتشكل حالياً في علاقات مصر بدول الخليج، يقوم على المصالح المشتركة ويبتعد... عن طلب ضخّ استثمارات أو مساعدات مالية أو شحنات نفط».
ومن جهته، رأى نائب رئيس «المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية» في القاهرة، مختار غباشي، أنّ أهم أولويات جولة السيسي تتمثل في «بلورة رؤية عربية مشتركة حيال الأقطاب الدولية والإقليمية».
وفي السياق نفسه، فإنّ رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية» أنور عشقي، أكد أنّ «المباحثات المصرية الخليجية تصدّرتها ملفات ساخنة، أهمها إمكانية تشكيل جيوش عربية موحّدة لصدّ أي عدوان من الخارج ومواجهة التدخل الإيراني». وتابع الضابط السعودي المتقاعد، الذي يلعب دوراً في ملف العلاقات الإسرائيلية ــ السعودية، بالقول إن «لزيارة السيسي للدول الخليجية في هذا التوقيت دلالات مهمة، خاصة أنها تأتي قبيل زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية في الشهر الجاري».
(الأخبار، الأناضول)