جددت هيئة «الحشد الشعبي» تأكيدها عدم وجود أي تنسيق مع المستشارين الأميركيين وطيران «التحالف الدولي»، فيما نفت وزارة الدفاع الأميركية الأنباء التي تحدثت عن تنسيق بين مستشاريها وقوات «الحشد» المنتشرين في قاعدة «التقدم».وقال المتحدث باسم «الحشد الشعبي»، أحمد الأسدي، أمس، إن «الحشد ليس لديه أي تنسيق مع طيران التحالف او المستشارين الأميركيين»، مشيراً إلى أن «تنسيقات التحالف الدولي تجري مع غرفة العمليات المشتركة».
وأوضح أن «الحشد الشعبي أصبح جزءاً من القوات الأمنية ومرتبطا بالقائد العام ويتلقى أوامره من (رئيس الحكومة حيدر) العبادي وغرفة العمليات المشتركة».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد نفت وجود أي تنسيق بين الجنود الأميركيين الذين أرسلتهم لتوها إلى قاعدة «التقدم» العسكرية العراقية و«بضع عشرات» من عناصر «الحشد الشعبي» الموجودين في هذه القاعدة في مهمة «ارتباط» مع الجيش العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، الكولونيل ستيفن وارن، «ما من تفاعل» بين العسكريين الأميركيين الـ450 وعناصر «الحشد»، مؤكداً أن عدد هؤلاء العناصر قليل ولا يزيد على «بضع عشرات على الاكثر». وأضاف «ما من وحدات من الميليشيات الشيعية في التقدم. هناك بعض الأفراد الذين يعملون هناك، يؤدون مهمة أشبه بمهمة ارتباط، وهم عناصر في ميليشيات شيعية».
وشدد المتحدث على أن «القوات الأميركية ليس لديها اي تفاعل مع هذه المجموعة الصغيرة من عناصر الميليشيات الشيعية»، كاشفاً أنه «كانت هناك في وقت ما وحدات من الميليشيات الشيعية في قاعدة التقدم ولكن احد شروطنا للذهاب إلى هناك كان مغادرة هذه الوحدات القاعدة الجوية».
في غضون ذلك، كشف المبعوث الأميركي لمنظمة دول «حلف شمال الأطلسي»، دوغلاس ليوت، عن استعداد الحلف للعودة الى العراق خلال الأسابيع المقبلة، بعد أربع سنوات من مغادرته وذلك لتدريب القوات الأمنية في حربها ضد «داعش» استجابة لطلب تقدمت به الحكومة العراقية بداية عام 2015 الحالي.
وأوضحت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في تقرير أمس، ان «وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي سيلتقون في مقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، الاربعاء والخميس، لمناقشة قوة الانتشار السريع الجديدة التي يتوقع نشرها شرقي دول التحالف، مقابل الحدود الروسية، أو في الجنوب والجنوب الشرقي لحدود بلدانه، قرب الدول التي تشهد صراعات، مثل ليبيا وسوريا والعراق».
وأضافت الغارديان أن «مسؤولي الأطلسي لا يزالون يتباحثون بشأن ما يمكن تقديمه من مساعدة للعراق في حربه ضد داعش، حيث تشارك 62 دولة حالياً في قوات التحالف الدولي ضد ذلك التنظيم، بينها 28 من أعضاء الحلف».
ونقلت الصحيفة، عن المبعوث الأميركي في المنظمة، دوغلاس ليوت، قوله، إن «الأطلسي كمؤسسة معنية بالجانب العسكري، وبناء القدرات العسكرية، ستقدم مساعدتها لتطوير قدرات القوات العراقية بطلب من بغداد»، مرجحاً أن ذلك «يشمل رسم برنامجهم للأمن الوطني ومساعدتهم بالعمل على إصلاح قطاعهم الأمني ومساعدتهم بالأمور اللوجستية والقيادة والسيطرة ومواضع محددة أخرى لدى الناتو خبرة كافية بشأنها».
وتوقع ليوت أن «تُحسم اتفاقية حلف الأطلسي مع الحكومة العراقية على البدء ببرنامج بناء القدرات لقواتها الأمنية خلال الأسابيع القليلة المقبلة»، مبيناً أن «التدريب لم يحدد إذا ما كان سيجري داخل العراق أو خارجه».
وفي السياق، كشف مسؤول كبير آخر في «الأطلسي»، في حديث إلى «الغارديان»، ان «قوات التحالف المنتشرة في العراق حالياً تقوم بتطوير جهودها التدريبية»، واضاف أن «الأطلسي يأمل إكمال ما جرى تقديمه من جهود تدريبية سابقة كمرحلة أولى، قبل المباشرة ببرنامجه الذي يتضمن أهدافاً قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى».
وأضاف المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة هويته، أن «العراق قدم للحلف قائمة تضم 11 نقطة محددة من المساعدات»، مؤكداً أن «الحلف وجد أن سبع نقاط منها فقط مقنعة».
من جهة أخرى، أكد السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز، أن موقف بلاده موحد من دعم قوات «البشمركة» الكردية، مشيراً إلى استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لها.
وقالت رئاسة إقليم كردستان، في بيان، إن «رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني استقبل السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز والوفد المرافق له»، مبيّنةّ أن «الجانبين بحثا الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق والحرب ضد الإرهاب وتحرير الموصل والعلاقات بين أربيل وبغداد وأوضاع نازحي الأنبار».
وأضاف البيان أن «وفد السفارة الأميركية أكد للبرزاني بأن لأميركا موقف موحد لدعم البشمركة»، مبيّناً أنه «السفير الأميركي أكد أيضاً استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لقوات بشمركة كردستان، فضلاً عن توسيع التعاون بين القوات الأميركية والبشمركة الجيش العراقي».
إلى ذلك، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضيه أفخم، أن الاجتماع الثلاثي الذي سيجمع وزراء داخلية كل من إيران والعراق وسوريا المزمع عقده قريباً في بغداد، «يمثل فرصة قيّمة لمواجهة المشاكل التي تعانيها دول المنطقة ولا سيما الإرهاب».
وأضافت أفخم في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، أمس، أن «اجتماع وزراء الداخلية للدول الثلاث يعطي زخماً للتعاون المشترك فيما بينها ويأتي في اطار تنفيذ الاتفاقيات المبرمة».

(الأخبار)