في الوقت الذي تُنتظر فيه خطوة الجيش وحلفائه التالية في البادية السورية، عقب استعادة جبال تدمر الغربية ومنطقة خنيفيس، تحاول «فصائل البادية» ثني الجيش عن التقدم في بادية ريف دمشق ومنعه من محاصرة مناطقها في القلمون الشرقي ومحيط بلدة بير القصب شرق طريق دمشق ــ السويداء.
المنطقة التي ينشط فيها كلّ من «جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو»، يقتصر إمدادها على الطريق الممتد نحو عمق بادية حمص باتجاه التنف. وعلى الأرض يفصل الجيش وحلفاءه 30 كيلومتراً لعزلها بشكل كامل وحصارها. وتركزت الاشتباكات أمس، وفق ما نقلت مواقع مقرّبة من تلك الفصائل، في محيط تلّة مكحول، شمال شرق تل الصفا البركاني الذي سيطر الجيش على محيطه الشرقي، بعد التقدم من سدّ الزلف في أقصى ريف السويداء الشرقي.
وبينما بقيت خريطة السيطرة في تلك المنطقة على حالها رغم المعارك، شهدت جبهة طريق التنف تثبيتاً لنقاط الجيش في المناطق التي كسبها شمال مثلث ظاظا، وامتداداً نحو الشمال إلى مشارف تدمر. وبدا لافتاً ما نشرته مواقع معارضة مقرّبة من فصيل «مغاوير الثورة»، الذي تديره القوات الأميركية وتدرّبه في قاعدة التنف، عن إلقاء طائرات «التحالف الدولي» لمناشير فوق مناطق تقدم قوات الجيش وحلفائه في منطقة استراحة الشحيمي (30 كلم عن مثلث ظاظا و55 كلم عن التنف) تطالبهم «بالانسحاب نحو منطقة السبع بيار». وتحتوي المنشورات التي ظهرت في عدد من الصور على خريطة مع عدد من العبارات التي تحذّر القوات من «دخول المنطقة الآمنة»، مهدّدة بأن تقدم تلك القوات (من قاعدة التنف) سيعتبر «خطوة عدائية... وسندافع عن قواتنا».

استهدف قصف الجيش محيط حقل آراك وقاعدة «T3» شرق تدمر


ولفتت هذه المواقع إلى أن النقطة التي طالبت المنشورات الجيش وحلفاءه بالانسحاب منها (استراحة الشحيمي) كان قد تقدم إليها الجيش ظهر أمس، وهي معلومة لم يتم تأكيدها من مصدر آخر. كذلك، كان لافتاً أن الصور «الحصرية» التي نشرتها المصادر المعارضة تظهر المنشورات موزّعة في منطقة صحراوية كأنها ألقيت من الجو، وهو ما يشكك في رواية إلقائها فوق مناطق سيطرة الجيش، لا سيما أن «التحالف» لم يعلن عبر أي قناة أي خطوة كهذه. وفي وقت متأخر من ليل أمس، استهدف سلاح الجو مواقع تنظيم «داعش» على جبهة تدمر الشرقية، من محيط حقل آراك وصولاً إلى قاعدة «T3» الجوية، التي يبعد عنها الجيش حالياً حوالى 10 كيلومترات.
وفي ريف حلب الشرقي، تابع الجيش تثبيت نقاطه غرب سهل مسكنة، بالتوازي مع استهداف المدفعية مساء أمس لنقاط تنظيم «داعش» في أطراف البلدة. ورغم وصول الجيش إلى أطراف البلدة منذ أيام، جاء القصف أمس كأوّل استهداف مباشر لمواقع داخلها، ما قد يؤشر إلى احتمال تنفيذ عملية عسكرية لاستعادة المدينة في وقت قريب. كذلك استهدف سلاح الجو عدة نقاط لمسلحي «داعش» جنوب سبخة الجبول وفي محاذاة طريق خناصر إثريا.
وفي موازة ذلك، شهدت الجبهات المشمولة في اتفاق «مناطق تخفيف التوتر» هدوءاً نسبياً، مع خروقات بسيطة في درعا وأطراف الغوطة الشرقية، عقب يوم من بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هاتفياً، مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان آلية تطبيق مذكرة «مناطق تخفيف التوتر».
(الأخبار)