على الرغم من الغارة الأميركية التي استهدفت نقاطاً متقدمة للجيش وحلفائه على طريق التنف، يواصل الأخير تحرّكه على طول جبهة البادية، من محيط حقل أراك شرق تدمر وحتى طريق التنف في محيط مثلث ظاظا جنوباً، إلى جانب بادية السويداء وريف دمشق.
الجبهة المشتركة مع كل من «داعش» و«فصائل البادية»، التي تمتد على مئات الكيلومترات، شهدت أمس تقدماً للجيش في محيط محمية التليلة جنوب شرق تدمر. وترافق تقدم الجيش ضد «داعش» هناك، مع اشتباكات متقطعة مع «فصائل البادية» المدعومة أميركياً على محوري طريق التنف وريف السويداء الشرقي. وتأتي هذه الاشتباكات بالتوازي مع تحذيرات أطلقها «قائد غرفة عمليات قوات حلفاء سوريا» للقوات الأميركية الموجودة في البادية السورية، مهدداً بالرد على الاعتداءات «ساعة تشاء الظروف».
ولفتت تصريحات «القائد» إلى أن «التزام حلفاء سوريا الصمت ليس دليلاً على الضعف، ولكنه عملية ضبط نفس مُورست بناءً على تمني الحلفاء فَسحاً في المجال لحلول أخرى» مهددة بأن «هذا لن يطول لو تمادت أميركا وتجاوزت الخطوط الحمراء». وشدد على أن تصرف واشنطن «متهور وخطير»، ويؤكد أنها «لا تسعى للسلام ومواجهة الإرهاب، بل تسعى للحفاظ على بؤر إرهابية على أراضٍ سوريّة لتنفيذ مهمات محددة بناءً على أوامرها».

«قائد قوات
حلفاء سوريا»: ضبط النفس لن يطول لو تمادت أميركا


وبدورها، قالت وزارة الخارجية السورية إن «العدوان السافر... يشكل دعماً للإرهاب وتهديداً للأمن والاستقرار»، محذرة من «مخاطر هذا التصعيد». وطالبت مجلس الأمن بـ«تحمل مسؤولياته أمام هذه الاعتداءات على سيادة سوريا... ومحاسبة هذا (التحالف) غير المشروع».
وتحذيرات الحلفاء في الميدان مع لغة ديبلوماسية من قبل موسكو، تؤكد ضمن إطار الشرعية الدولية أن «مناطق منع التصادم» التي تحدثت عنها واشنطن «غير معترف بها» من قبل الجانب الروسي. وأشار وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى أن الغارة الأميركية لا تتفق مع القانون الدولي، موضحاً أن «الحديث عن انتهاك القوات الموالية للحكومة السورية لمنطقة (منع تصادم) غير ممكن»، لكون هذه المناطق «أعلنت من جانب واحد مناطقَ يستطيع (التحالف الدولي) وحده إدارة شؤونها». وبدوره، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، إن الغارة ستنعكس سلباً على الوضع الميداني، مشيراً إلى أن وجود القوات السورية في الموقع المستهدف «لم يشكل خطراً على قوات (التحالف)».
وعلى الأرض، وتحديداً في محيط تدمر، سيطر الجيش السوري على جبل المستديرة وعدد من التلال المحيطة بمنطقة أراك، إلى جانب تقدمه وسيطرته على منتجع زنوبيا شرق مقالع السكري، وعلى تل الفري شرق منطقة الصوانة. وعلى جبهة ريف السويداء، هاجمت ليل أمس «فصائل البادية» نقاط الجيش وحلفائه في محيط سد الزلف، في محاولة للسيطرة على مواقع متقدمة في محيط تل الصفا.
وبدا لافتاً أول من أمس، استهداف طائرات «التحالف» المسيّرة لعدد من قادة «جيش خالد بن الوليد» في بلدة الشجرة في ريف درعا الغربي. وأدت الغارات إلى «مقتل مسؤول المجموعات الموالية لـ(داعش) أبو محمد المقدسي، والمسؤول العسكري العام المدعو أبو عدي الحمصي»، وعدد آخر من المسؤولين.
أما في الشمال، فقد سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» على الجزء الشرقي من حي المشلب في مدينة الرقة، وذلك في اليوم الثاني لإعلان المعركة النهائية ضد «داعش» في المدينة. تقدم «قسد» في حي المشلب، ترافق مع تقدم مشابه باتجاه حي السباهية في الجهة الغربية من المدينة، وذلك بعد السيطرة على تلة قلعة هرقل، فيما لم تشهد الجهة الشمالية أي تقدم، وتحوّلت إلى جبهة إسناد للجبهتين الشرقية والغربية، نظراً إلى صعوبة التحرك فيها بسبب التحصينات الكبيرة للتنظيم في محيط الفرقة 17 على الأطراف الشمالية للمدينة. ويأتي ذلك في وقت صعّد فيه «التحالف» من استهدافه لأحياء المدينة بالطائرات الحربية والمروحية إلى جانب قصف سلاح المدفعية، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
(الأخبار)