ندّد المجتمع الدولي، أمس، بالهجمات «المشينة» التي شهدتها فرنسا وتونس والكويت والتي أسفرت، في بضع ساعات، عن مقتل عشرات المدنيين، في حين أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه لا يوجد دليل، حتى الآن، على أنها كانت منسقة.وفي الوقت الذي أدان فيه البيت الأبيض الهجمات «المشينة»، وأعرب عن تضامن الولايات المتحدة مع هذه الدول، أفاد مسؤولون أمنيون بأن أجهزة الأمن الأميركية أصدرت تحذيراً من «تهديدات إرهابية محتملة» قد تستهدف «يوم الاستقلال»، في الرابع من تموز المقبل.

ونقلت شبكة «سي ان ان» عن هؤلاء قولهم إن التحذير المشترك صدر عن وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالية والمركز الوطني لمحاربة الإرهاب، ضمن نشرة استخبارية، تم توزيعها على مختلف الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاعتداءات «الإرهابية والمرعبة»، داعياً إلى محاكمة المسؤولين عنها.
كما ذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره التونسي الباجي قائد السبسي «عبرا عن تضامنهما في مواجهة الإرهاب وعزمهما على متابعة وتكثيف تعاونهما في التصدي لهذه الآفة».
وكتب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخويع على حسابه عبر موقع «تويتر»، أن «الديموقراطيين سيواجهون دائماً الأعمال الوحشية».
وقد صدمت الأنباء عن الهجمات القادة الأوروبيين، الذين يعقدون في بروكسل قمة مخصصة لليونان، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «إننا نفكر في جميع ضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية المرعبة». وأعلن عن اجتماع أزمة لحكومته حول هذا الموضوع.
كذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن هذه الهجمات «تسلّط الضوء على التحديات التي يتعيّن علينا مواجهتها».
وفي تلميح إلى فرنسا، قالت «نفكر في ذوي الضحايا ونأمل أن يتماثل الجرحى إلى الشفاء العاجل».
من جهته، عبّر رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي عن «ألمه العميق»، بعد الأحداث. واعتبر أن الهجوم في ليون يؤكد بالتالي وجود «خلايا صغيرة... جيدة التنظيم».
أما رئيس المفوضية الأوروبية جان ـ كلود يونكر فقد قال، لدى اختتام القمة الأوروبية: «أريد أولاً أن أشاطر فرنسا والبلدين الآخرين الصديقين أحزانها».
ولدى حديثه عن تونس، أكد أنه حزين جداً لسقوط قتلى في هذا البلد الذي كان مع ذلك «أفضل من تحكّم بتداعيات» الربيع العربي اعتباراً من عام 2011.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني: «نحن الأوروبيين متحدون مع أصدقائنا وأشقائنا العرب»، مضيفة إنه «لا يزال من المهم جداً، في الأيام المقبلة، الحفاظ على هذه الوحدة».
ورأى رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن «معركتنا ضد الإرهاب ينبغي أن تكون عنيدة»، في حين اعتبر وزير الخارجية الروماني بوغدان أوريسكو أن «هذه الهجمات تؤكد أن من الواجب تعزيز تدابير الحماية والقضاء على الإرهاب».
وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لنظيره التونسي الباجي قائد السبسي وعائلات الضحايا، وذلك بحسب بيان للكرملين.
وأعربت الأرجنتين عن «استيائها الشديد» حيال هذه الاعتداءات، فيما أدانت البرازيل «انعدام التسامح الديني واللجوء إلى العنف من دون تمييز». وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إن «الحركة الجهادية الدولية أعلنت الحرب على كندا والقيم المشتركة للحرية والديموقراطية واحترام الكرامة الإنسانية».
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، أن الهجمات لا تزال تخضع للتحقيق، لكن حتى الآن «لا يوجد مؤشر على مستوى التكتيك يفيد بأنها منسقة». وأضاف كيربي، في مؤتمر صحافي، «من الواضح أنها كانت كلّها هجمات إرهابية».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)