بدأ الجيش السوري عملية عسكرية جديدة من محوري جبلي زاهية والقصب نحو التلال والنقاط الاستراتيجية التي تمثل قاعدة للفصائل المسلحة للهجوم على مواقع الجيش في ريف اللاذقية الشمالي. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ العملية «تميزت بعنصر المفاجأة حيث لم يتوقع المسلحون ان يهاجم الجيش في ظل الظروف الجوية الصعبة ما ساهم على نحو كبير في انهيار المسلحين وتدمير تحصيناتهم التي استهدفها سلاح الجو الروسي ومدفعية الجيش». وانتهت المعركة «السريعة» بالسيطرة على جبلي فارس و‏الحارة غرب ‏برج القصب، وتلال ‏رويسة أبو غنام و‏رويسة الشيخ سلمان، شمال شرق برج القصب، إضافة إلى السيطرة عل قرية الصراف والتلال المحيطة بها، التي تعدّ خط إمداد رئيسا للمسلحين للهجوم على برج زاهية. كذلك جرت السيطرة على مزرعة الدغدغان القريبة من الحدود التركية والواقعة بين الطريق الواصل بين قريتي الكبير والدرة التابعة لناحية ربيعة من محور جبل زاهية. وأشار المصدر الميداني إلى انّ سيطرة الجيش السوري على جبل الحارة، غرب برج القصب، تمهد للقوات البرية التقدم باتجاه قرية سكريّة الاستراتيجية شرق ربيعة. وأفاد المصدر بأن أهمية العملية تأتي في إطار تأمين مواقع الجيش في جبلي القصب وزاهية وتقليص خطوط امداد المسلحين المؤدية إلى بلدة ربيعة وتضييق الخناق عليها، لتكون نتيجة أمس السيطرة على بلدة وأكثر من 10 تلال ونقاط هامة محيطة بجبلي زاهية والقصب.
وفي درعا، عاود الجيش هجومه على حي المنشية في درعا البلد المؤدي إلى معبر الجمارك القديم. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الجيش مهّد بالضربات الصاروخية والمدفعية قبل بدء عملية الاقتحام البري التي سيطر فيها على عدة نقاط وصولاً إلى المعهد الفندقي. وإلى الشمال، ما زالت مدينة الشيخ مسكين تشهد اشتباكات متقطعة، حيث ما زال الجيش يسيطر على مساحة واسعة من المدينة برغم الهجمات المعاكسة للمسلحين. وأعلنت مصادر المعارضة مقتل عدد من المسلحين معظمهم من «كتائب بيت المقدس» خلال الاشتباكات في المدينة أمس.
وفي ريف دمشق، سيطر الجيش على عدة كتل سكنية في شارع الفصول الأربعة جنوب مدينة داريا في الغوطة الغربية بعد اشتباكات مع الفصائل المسلحة التي استقدمت تعزيزات لاستعادة النقاط التي ثبت فيها الجيش مواقعه، إلا أنها فشلت في ذلك. وفي موازاة ذلك، تعرضت عدة أحياء في العاصمة دمشق لقصف بالقذائف ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين في حيّي أبو رمانة والشعلان ومحيط شارع الحمرا. وفي حمص، انفجرت عدة عبوات ناسفة بمجموعة مسلحين على جبهة حوش حجو، شرق مدينة تلبيسة في الريف الشمالي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم.