القاهرة – الأخبارفيما لا يزال الاحتقان مهيمناً على الشارع المصري إثر التطورات السياسية الأخيرة المرافقة لتمرير البرلمان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، عاد شبح العمليات الإرهابية ليخيّم على قلب القاهرة.

فبعد ساعات من جولة أمنية لوزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، على شوارع القاهرة لتأكيد فرض السيطرة الأمنية، هاجم مسلحون مجهولون بعد دقائق من منتصف ليل أول من أمس، سيارة شرطة على طريق سريع في منطقة المعادي، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة زميله وأربعة جنود كانوا في الكمين. وقام المسلحون بتفجير عبوة ناسفة عن بعد مع إطلاق نار على الكمين، بالتزامن مع التفجير، ما تسبب في إرباك القوات الأمنية.
ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إفطار مع قوة أمنية في كمين قريب من المنطقة التي شهدت العملية أمس، فيما يُعتبر رسالةً إلى الحكومة بشأن قدرة هؤلاء المسلحين على الاختراق، على الرغم من الإجراءات الأمنية. وكان الكمين الذي حضر فيه السيسي، قد تعرض لهجوم مماثل قبل أشهر قليلة، ما دفع وزير الداخلية إلى صرف مكافأة للقوة الموجودة فيه، للتأكيد على الانضباط الأمني في الكمائن الثابتة والمتحركة على الطرق السريعة والتي باتت أهدافاً سهلة للتنظيمات المتطرفة.
ولم تتبنَّ أي جهة حتى الآن العملية الأخيرة، بينما تقول الأجهزة الأمنية إن من يقفون وراءها هم أعضاء جماعة «حسم» الإرهابية التابعة لجماعة «الإخوان المسلمين». وفشلت وزارة الداخلية حتى الآن في القبض على أي من المتهمين، فيما أطلقت حملة مكثفة للبحث عن الجناة في المناطق الجبلية بالقرب من موقع الهجوم على الكمين.
وبحسب البيان الرسمي، فإنه «أثناء سير سيارة تابعة لقطاع الأمن المركزي، تقلّ مجموعة من ضباط ومجندي القطاع على الأوتوستراد في دائرة قسم شرطة البساتين، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق». وفيما أكدت الأجهزة الأمنية تكثيف جهودها لضبط مرتكبي الواقعة، أكد التقرير الطبي الأولي أن الضابط الشهيد توفي متأثراً بإصابته، بطلقات متعددة في مختلف أنحاء الجسد، فور وصوله إلى المستشفى.
وكلفت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة القريبة من مكان الحادث في محاولة للتعرف إلى هوية الجناة، فيما تقدم وزير الداخلية جنازة الضابط الشهيد بحضور زملائه الذين سيطرت عليهم حالة من الغضب، مؤكدين أن هناك «خيانة» تسببت في الحادث، وخصوصاً أن خطوط السير لا تحدد إلا قبلها بوقت قليل، فيما يؤكد انفجار القنبلة بالتزامن مع مرور السيارة علم الإرهابيين بموعد المرور.