تزامناً مع انتشار التقارير حول الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها القوات الموالية للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، في أكثر من جبهة مشتعلة، لا سيما في محافظتي تعز وحجّة، كثّف تحالف العدوان السعودي غاراته الجوية على الأحياء السكنية والمواقع غير العسكرية في اليومين الماضيين، مرتكباً مجزرة جديدة في صعدة، تضاف إلى عشرات المجازر التي، وعلى الرغم من وحشيتها، لم تخترق الضمير الدولي ولا التعتيم الإعلامي المفروض بقوة المال والنفط.
ولم يعد اليمنيون يحتفلون عند سماعهم بالانتكاسات الكبيرة التي تتكبّدها القوات التابعة لتحالف العدوان والمرتزقة، بل باتوا ينتظرون بقلق «الأخبار العاجلة» عن مذبحة جديدة ترتكبها الطائرات السعودية، ويخبّئون أطفالهم من نيران أخمدها «الحفاة» من الجيش اليمني والفصائل الموالية له في جبهات القتال. الضحية هذه المرة هم أبناء صعدة، حيث قتل 25 يمنياً على الأقل في قصف جوي استهدف فجر أمس سوقاً شعبياً مكتظاً في المحافظة الواقعة شمال البلاد.
وفي التفاصيل، فقد قامت طائرات تابعة لتحالف العدوان بشن غارتين على سوق مشنق في مديرية شدا قرب الحدود السعودية، في اعتداء شبّهه الناشطون على «تويتر» بهجمات تنظيم «داعش» على الأسواق العراقية خلال شهر رمضان.
وقال مدير مكتب الصحة في صنعاء عبد الإله العزي، إنه «نتيجة لاستمرار القصف، لم تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إلى الضحايا إلا في وقت متأخر خشية تعرضها للقصف، كما حدث في مرات سابقة». وهاجم العزي السعودية التي قال إنها «استهدفت المتسوّقين في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، من دون أن تراعي حرمة هذا الشهر»، مؤكداً أن جميع الضحايا من المدنيين.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر طبي مطّلع أن «بعض الجثث لم يتم التعرف على أصحابها حتى اللحظة بسبب احتراقها وتفحّمها بالكامل»، مشيراً إلى «عدم قدرة ما تبقى من مستشفيات على استيعاب الجرحى وتأمين العلاج»، بسبب شحّ الموارد المالية والمستلزمات الطبية، ونقص الكوادر الطبية.
وتأتي المجزرة في وقت كان فيه الرئيس اليمني المستقيل في ضيافة الملك السعودي سلمان، في قصر الصفا بمكة المكرمة، بهدف مناقشة «القضايا والموضوعات التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين على مختلف المستويات».
(الأخبار)