حذرت إسرائيل أمس منظمي "أسطول الحرية 3"، الساعي الى كسر الحصار عن قطاع غزة، من أنها ستعترض أي سفينة تحاول الوصول الى شواطئ القطاع، مؤكدة أن سلاح البحرية في الجيش الاسرائيلي يستعد لإيقاف "هذه الزوارق"، ولن يعتني بأي تبعات ناتجة من ذلك.ويأتي التحذير الاسرائيلي في وقت تقترب فيه سفن "الاسطول" من قطاع غزة وعلى متنها العشرات من ناشطي حقوق الانسان والحقوقيين، وإعلاميون من مختلف دول العالم، و"التقدير لدى الجيش الاسرائيلي أن القافلة البحرية ستصل الى القطاع يوم غد (اليوم الاثنين)، ما لم يحصل تغيير في الاحوال الجوية".

وأشار مصدر أمني إسرائيلي الى أن التعامل مع سفن "الاسطول" سيكون مشابهاً للتعامل مع الاساطيل السابقة التي حاولت كسر الحصار على قطاع غزة، في إشارة منه الى السيطرة على سفينة "مرمرة" التركية، التي كانت متجهة الى غزة عام 2010، وأدى الاستيلاء عليها الى سقوط ثمانية شهداء برصاص الجيش الاسرائيلي، ممن كان على متنها.
وقالت مصادر عسكرية أخرى لموقع "واللا" العبري إن الاستخبارت قامت بجمع معلومات عن السفن المبحرة باتجاه غزة، وهي تدرك أنه لا يوجد على متنها ناشطون من شأنهم أن يقاوموا بشكل عنيف أي أوامر تصدر عن وحدة "الشييطت" في البحرية الاسرائيلية، في حال طلب منها التوجه والسيطرة على القافلة وإيقافها بالقوة.
وينقل الموقع عن محافل في المؤسسة الامنية الاسرائيلية تقديرها أنه إذا رست السفن في ميناء العريش المصري قبل توجهها الى شاطئ قطاع غزة، فإن "الجيش المصري لن يسمح لها بالإبحار باتجاه القطاع". وحسب مصدر أمني رفيع، "ليس واضحاً كيف ستتصرف السلطات المصرية، إلا أن الافتراض الموجود أنهم (المصريون) يفهمون جيداً ما يجري، وأنه استفزاز لا غير".
ودعاء رئيس حزب "هناك مستقبل"، وزير المالية السابق يائير لابيد، الجيش الاسرائيلي الى اعتقال الناشطين على متن السفن، واصفاً إياهم بأنهم "ناشطون في جماعة من مؤيدي المنظمات الارهابية، ويعملون تحت غطاء من دعاة لحقوق الانسان".
من جانبه، رأى عضو الكنيست عن "المعسكر الصهيوني"، عومر بار ليف، أن القافلة البحرية استفزاز غير مقبول لإسرائيل، وطالب بضرورة التصدي لهذه المحاولة، وأن يعمد سلاح البحرية الاسرائيلية الى إيقافها في حال وصلت الى المياه الاقليمية.
وكانت صحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، أكدت أمس أن على البحرية الاسرائيلية إيقاف السفن المبحرة الى غزة، حتى وإن اضطرت الى استخدام القوة، بل "حتى وإن إدى ذلك الى إراقة الدماء والتسبب في مشكلة لإسرائيل في الحلبة الدولية".
وأشارت الصحيفة الى إمكان التوصل الى تسوية ما قبل وصول السفن الى الشاطئ، لكن في المقابل "من الممنوع علينا منعاً باتاً أن نرضى بفرض أي شيء على إسرائيل". مع ذلك، لفتت الصحيفة الى أن الجيش الاسرائيلي تعلم جيداً من المرة السابقة (الاستيلاء على مرمرة عام 2010)، واستفاد من العبر والدروس، وبات بإمكانه الاستيلاء على السفن من دون سفك دماء، خلافاً للماضي.
وتساءلت الصحيفة عن التوقيت المفاجئ لإبحار "أسطول الحرية"، و"إذا كان هناك صحة للأنباء حول اتصالات بين إسرائيل وحركة حماس حول تهدئة تمتد لخمس سنوات، فمن شأن هذا الأسطول أن يتسبب في تخريب محاولة التوصل الى وقف إطلاق النار المأمول بين الجانبين، وأن يوجه اليه ضربة قاتلة".