أكد وزير الامن الاسرائيلي، موشيه يعلون، أن مساعدة الجيش الاسرائيلي للمسلحين على الحدود في الجولان مشروطة بعدم التعرض للبلدات الدرزية في سوريا، مشدداً على أن إسرائيل «حساسة» جداً تجاه كل ما يتعلق بـ«المسألة الدرزية».ويأتي كلام يعلون، للمفارقة، بعد فشل الهجمات التي شنّتها الجماعات المسلحة و«جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة) على البلدات الدرزية في محافظتي السويداء والقنيطرة، وتحديداً بلدة حضر المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، التي ثبّتت وضعها الدفاعي في وجه هجمات المسلحين، بل وانتقلت من الدفاع الى الهجوم.

كلام يعلون ورد في سياق «دردشة» مع عدد من الصحافيين في تل أبيب أمس، أشار فيه الى أن إسرائيل اشترطت لتقديم «المساعدة الانسانية» للمسلحين الذين يقاتلون (الجيش السوري) في المنطقة الحدودية في الجولان، عدم مهاجمة الدروز. وأشار الى أن «إسرائيل تبدي حساسية خاصة للموضوع الدرزي، حتى تجاه أولئك (الدروز) الموجودين في الجانب الآخر من الحدود (سوريا)، كذلك فإن المسلحين يفهمون حساسيتنا للموضوع».
وقال يعلون «ليس سراً أن المسلحين الموجودين بالقرب من السياج في الجانب السوري من الجولان يحصلون على المساعدة الإنسانية من إسرائيل كالعلاج الطبي، لكن بشرط أن لا يسمحوا للمنظمات الإرهابية بالاقتراب من السياج. وإذا كان هذا هو الشرط الاول، فإن الشرط الثاني هو عدم الاقتراب من الدروز».
ويُعدّ كلام يعلون توظيفاً لثبات وضع البلدات الدرزية في سوريا، باتجاه معالجة الوضع المتوتر مع البلدات الدرزية في الجولان المحتل والجليل، على خلفية مساعدة إسرائيل للمسلحين في سوريا الذين يقاتلون البلدات الدرزية في السويداء والقنيطرة، كما يأتي أيضاً في سياق تعزيز موقف قيادات درزية موالية للاحتلال، تجهد منذ الهجوم على سيارة الاسعاف العسكرية قبل أيام في بلدة مجدل شمس كانت تقل مسلحين من المعارضة السورية، لاحتواء الاحتقان القائم في البلدات الدرزية في الجولان المحتل والجليل.
وعلى هذه الخلفية، تلقّف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، موفق طريف، كلام يعلون وأشاد به، وقال: «نبارك وزير الأمن على كلامه الواضح، فنحن واثقون بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ستعمل وتتأكد من تنفيذ الشروط التي وضعتها في ما يتعلق بالمساعدة الإنسانية للمتمردين السوريين»، وأضاف أنّ العلاقة بين الطائفة الدرزية وإسرائيل قوية ومتينة، و«لا نطالبها بالتدخل في الحرب السورية، لكن يهمنا أن نقوم بما نستطيع من أجل التأكد من عدم مهاجمة إخواننا الدروز» في سوريا.