هاجم تنظيم «داعش»، على نحو مفاجئ، مراكز لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في مدينة تل أبيض في ريف الرقة، متمكّناً من السيطرة على أجزاء من الضاحية الشرقية للمدينة، وذلك بعد أيام على خروجه من المدينة الحدودية. مصدر في «الوحدات» أكد لـ«الأخبار» أنّه «يجري التعامل مع مجموعة من داعش يعتقد أنها خلية نائمة هاجمت المدينة وتمركزت في مدرسة ومناطق أخرى».
ورأى أنّ «الموضوع لا يشكّل خطورة على المدينة، وسيجري التعامل معهم وقتلهم، لعدم وجود خطوط إمداد لهم في المنطقة». يأتي ذلك في وقت تناقلت فيه وسائل إعلام عدة أنباء عن انتشار كثيف للدبابات التركية على طول الحدود من تل أبيض، وصولاً إلى مدينة جرابلس، بالتزامن مع عقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعاً برئاسة الرئيس التركي رجب أردوغان، أكد في بيانه الختامي «قلق تركيا من محاولات تغيير التركيبة السكانية لمناطق الشمال السوري وتعمّد تهجير بعض الفئات السكانية من هذه المناطق». وأضاف البيان: «تم بشكل موسّع دراسة السبل الكفيلة للحفاظ على سلامة الحدود التركية مع سوريا».
وفي الحسكة سيطر الجيش السوري بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي و«مقاتلي العشائر» و«الدفاع الوطني» على حيّ غويران، وصولاً إلى دوار الجندي المجهول، في وقت تمكنت فيه وحدات الرصد من تدمير سيارة إطفاء مفخخة بالقرب من سوق الغنم في حيّ النشوة الغربية، كذلك قُتل ثلاثة قناصين في حي النشوة الشرقية، فيما حافظ الجيش على انتشاره في محطة الكهرباء وسجن الأحداث والبانوراما على المدخل الجنوبي للمدينة. مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن «وحدات الجيش مستمرة في العملية العسكرية في مدينة الحسكة حتى تطهيرها كاملاً من المجموعات المسلحة التي تسلّلت إلى أحيائها». ولفت إلى أن «سلاح الجو كثّف من استهداف الأحياء الجنوبية للمدينة، بالإضافة إلى خطوط إمداد التنظيم في ريف المدينة، لقطع طرق الإمداد، واقتحام حيي النشوة الشرقية والغربية والفيلات لإعادة الأمن والاستقرار إليها». إلى ذلك تمكّنت «الوحدات» الكردية، بدعم لوجستي من الجيش، من السيطرة على كامل حيّي العزيزية والغزل، وصولاً إلى المكننة الزراعية وقرية معروف عند المدخل الشرقي للمدينة، فيما لا تزال الاشتباكات مع مسلحي «داعش» عند منطقة الفيلات الحمر وقرية الفلاحة شرق المدينة. التنظيم لجأ إلى استهداف الأحياء الآمنة بعدد من قذائف الهاون، واقتصرت أضرارها على الماديات. يأتي ذلك في وقت عادت فيه الحياة إلى عدد من أحياء المدينة الشمالية، وعاد المئات ممّن نزحوا باتجاه مدينة القامشلي، ومناطق أخرى. كذلك عاد عدد من مؤسسات الدولة في ممارسة أعمالها الاعتيادية، وفتح المركز الصحي وعدد من المشافي الخاصة أبوابها لاستقبال الجرحى والمصابين، بعد أن كانت قد أغلقت قبل ثلاثة أيام.