بعد أن «حَسَمَ» أن استعادة مدينة الموصل ستكون قبل نهاية الجاري، عاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليعلن أمس «إعادة النظر» في خطّة استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش»، مشيداً بالتقدّم «الكبير» في العمليات العسكرية في المدينة، ومؤكّداً وصول القوات العراقية إلى «مرحلة الحسم النهائي».
وقال في مؤتمر صحافي في بغداد إنه «تمت إعادة النظر بكل خطّة تحرير الموصل، ونحن راضون عن سير العمليات العسكرية»، لافتاً إلى أن «طيران الجيش لعب دوراً مهماً في المعركة».
ورغم التقدّم المتواضع الذي حققته القوات، بعد 55 يوماً على انطلاق العمليات العسكرية، فإن الخسائر الفادحة التي لحقت ببغداد، إثر المواجهات الضارية مع مسلحي «داعش»، دفعتها إلى إعادة النظر في خططها العسكرية، ورسمها مجدّداً للمرّة الثانية على التوالي، خصوصاً أن التناقض بين آراء «قيادة العمليات المشتركة» بدا واضحاً وظاهراً للعلن. فالتنازع الحاصل في «غرفة عمليات القيارة» عماده بين أنصار الولايات المتحدة، من جهة، وأنصار «مدرسة الميدان» من جهة أخرى، وفق مصدرٍ مطّلع. فـ«الجبهة الأولى» (هي التي وضعت الخطّة الأولى منذ شهرين) تعتمد بشكل رئيس على الاستشارة الأميركية، وبمباركة العبادي، فيما «الجبهة الثانية» يقودها عدد من قادة الجيش العراقي، ويقدّمون «مصلحة الميدان على الرؤية السياسية للعملية العسكرية».
وبين اختلاف وجهتي النظر، فإن دماء عددٍ من شهداء الجيش قد ضاعت هباءً، نتيجة الاختلاف الكبير في وجهات النظر أولاً، وسوء التخطيط والإسناد ثانياً، وفق مصدر متابع للعمليات، والذي يستشهد بما حصل في الأسبوع الماضي، حين وقع العشرات من جنود «الفرقة التاسعة» في كمين محكم لمسلحي «داعش»، في محيط مستشفى السلام، شرقي الموصل، وأدّى إلى مقتل العديد منهم وأسر آخرين.

أسر «داعش» 30 مدنياً جنوب غرب الموصل

وفيما العمليات لا تزال مستمرة على خطى «التخطيط القديم»، قال قائد «عمليات قادمون يا نينوى» إن قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» انتزعت حيين جديدين من مسلحي «داعش»، شرقي الموصل، أمس. وأوضح الفريق الركن عبد الأمير يارالله، أن «القوات حرّرت حيّي الفلاح الأولى والثانية، في المحور الشرقي في المقطع الشرقي لمدينة الموصل».
أما «الحشد الشعبي» فقد تمكّنت قواته، أمس، من استعادة كامل مركز ناحية أشواه، بعد معارك عنيفة ضد مسلحي «داعش»، إضافة إلى قريتي حويتلة وحسين جمعة غربي تلعفر، ليقترب من إحكام سيطرته على معظم مساحة المناطق الواقعة غربي الموصل، قاطعاً بذلك طرق إمداد «داعش» بين الموصل وسوريا. كذلك، أحبطت قوات «الحشد» هجوماً لمسلحي «داعش» جنوبي الموصل، وتحديداً في منطقة الحضر، حيث دمّرت عجلتين مفخختين قبل وصولهما إلى هدفيهما.
في المقابل، أفادت مواقع إخبارية عدّة بأن «داعش» أقدم على اختطاف ٣٠ مدنياً، في المنطقة الواقعة بين البعاج جنوب غرب محافظة نينوى والحدود السورية، متهماً إياهم بـ«ترك أرض الخلافة»، حيث اقتادهم إلى جهةٍ مجهولة.
في موازاة ذلك، لا يزال العد العكسي لاستعادة الموصل «مستمراً»، خصوصاً أن المكوّن الكردي قد أشار، في أكثر من مناسبة في الأيام الماضية، إلى ذلك، بالتوازي مع «الجولة المكوكية» لمهندس «التسوية السياسية»، عمار الحكيم، الهادفة إلى إعادة ترتيب أوراق البيت العراقي الداخلي. وأكّد رئيس حكومة «إقليم كردستان»، نيجيرفان بارزاني، أمس، «ضرورة إبرام اتفاق حول إدارة مدينة الموصل في مرحلة ما بعد تحريرها من سيطرة داعش»، متأسّفاً لـ«عدم عقد هذا الاتفاق المهم حتى الآن».
(الأخبار)