أعلنت مصادر أمنية ومحلية في محافظة الكرك، جنوبي الأردن، تجدد الحوادث الأمنية في المحافظة، بعدما حدث تبادل لإطلاق النار، عصر أمس، بين رجال أمن ومسلحين في أثناء عملية دهم أحد المنازل. وذكرت «وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ــ بترا»، أن «قوة أمنية مشتركة... تتعامل مع عدد من المطلوبين المتحصنين داخل أحد المنازل»، مضيفة أن «المطلوبين بادروا بإطلاق النار تجاه القوة الأمنية التي طوقت المكان بهدف إلقاء القبض عليهم».
وفي خلال الدهم، قُتل رجل أمن يدعى أحمد الحويطات، وأصيب آخر، علماً بأن العملية الأمنية وقعت في منطقة قريفلا في الكرك ونتج منها اعتقال أحد المسلحين، فيما نقلت «بترا» أن «المداهمة (أمس) لمطلوبين وليست مرتبطة بالعملية الإرهابية التي وقعت» قبل يومين، رغم أن الوضع الأمني في المحافظة أظهر إخفاقاً غير مسبوق للأجهزة الأردنية، فضلاً عن غياب المعلومات الاستخبارية.
في المقابل، تبنى تنظيم «داعش» الهجوم الذي وقع الأحد الماضي وأوقع عشرة قتلى، بينهم سبعة رجال أمن وسائحة كندية، و34 جريحاً، فضلاً عن مقتل المهاجمين الأربعة. وقال التنظيم، في بيان نشر على مواقع جهادية تابعة لها: «قام أربعة من جنود الخلافة مزودين بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية بالإغارة على تجمعات للأمن الأردني ورعايا دول التحالف الصليبي».

حالة الكرك تظهر إخفاقاً غير مسبوق وغياباً للمعلومات


ويوم أمس، عاد الملك عبد الله الثاني وأكد أن هجوم الكرك «لن يؤثر في أمن الأردن واستقراره، بل سيزيده قوة». ونقل بيان صادر عن «الديوان الملكي»، قول عبد الله خلال زيارته المديرية العامة لقوات الدرك: «لن يستطيع المجرمون العابثون المساس بالأمن... العالم يعاني كل يوم من الإرهاب ويخوض معركة مصيرية ضده، وما حدث في المملكة يحدث في دول أخرى في الغرب والشرق».
بجانب التخوفات من تبعات على السياحة في المملكة، يرى محللون أن ما يحدث في الكرك سيمثل «عبئاً أمنياً ثقيلاً» يضاف إلى أزمة اقتصادية. وقد بدت شوارع العاصمة عمان في الأيام الماضية خالية من أزمات السير المعتادة، في إشارة قد تعكس الوجوم الذي ساد المجتمع الأردني، خاصة أنه لم يتوقع أن يشهد مثل هذا الحدث الاستثنائي، رغم أن العام الجاري الذي يوشك على الرحيل، شهد عدة أحداث لها طابع مماثل، لكنها لم تكن بحجم هجوم الكرك.
وفي الأشهر القليلة الماضية، شهدت بوابة قاعدة تدريب عسكرية في الجفر، جنوبي البلاد، هجوماً استهدف قافلة من السيارات لعسكريين أميركيين، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم، بالإضافة إلى ضابط أردني خامس. وفي حادث آخر، هاجم مسلح أردني مركزاً لجهاز المخابرات في مخيم البقعة القريب من عمان، وقتل خمسة من عناصره. وقبيل هجوم الكرك، قتل ضابط أردني وسبعة مسلحين في خلال اشتباكات مع مجموعة قيل إنها أفرادها أعضاء في خلية كانت تعد لعملية إرهابية في مدينة إربد، الواقعة في شمال البلاد.
كذلك يتوقع كثيرون أن هجوم الكرك وتجدد الاشتباكات أمس لن يكونا نهاية الوضع الأمني المتوتر، لأن ثمة اعتقاداً مبنياً على معلومات ميدانية وقرائن كثيرة، تفيد بوجود خلايا نائمة في البلاد تتبنى الفكر التكفيري المتطرف، رغم الجاهزية الأمنية العالية التي تتصف بها الأجهزة المعنية هناك.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)