شدّد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، على أهمية إزالة أسباب «التوتر والتجاوز» بين العراق وتركيا في أسرع وقت ممكن، مؤكّداً «أهمية تعاون شعوب المنطقة ضد الإرهاب، (خاصة) أن الدستور العراقي لا يسمح باستخدام الأراضي العراقية من أي جهة للإساءة إلى دول الجوار».
وجاء موقف العبادي بعدما تلقّى اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استعرض خلاله الطرفان «الجهود العراقية لتحرير الموصل، والاستعداد لمرحلة إعادة الإعمار»، وفق بيان صادر عن مكتب العبادي.
وعرض الرئيس التركي رغبة بلاده «الجادة» في جهود الإعمار والاستثمار والمشاريع المشتركة، مؤكّداً «وضع جميع إمكانات بلاده مع العراق في حربه على تنظيم داعش، إذ تتطلع تركيا إلى نصر عراقي قريب جداً في الموصل».
بدوره، شدّد العبادي على «أهمية السيادة العراقية وإزالة أسباب التوتر والتجاوز بأسرع وقت، وحلّها بالطرق المؤدية إلى تركيز الجهود على محاربة الإرهاب والتعاون البنّاء بمختلف الصعد ووفقاً لعلاقات الأخوّة وحسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة».
ميدانياً، وبعد ثلاثة أيام على انطلاق المرحلة الثانية من عملية استعادة الأحياء الشرقية لمدينة الموصل، أفادت وكالة «رويترز» عن تقدّم القوات العراقية في حيّ الانتصار، لافتةً إلى إمكانية تقدّم قوات «الشرطة الاتحادية» في الأحياء القريبة خلال الساعات المقبلة.
وحقّقت القوات المشتركة تقدماً في ثلاثة محاور، إذ استعادت القطعات العسكرية في المحور الشمالي من الموصل معمل أدوية الحكماء، ومجزرة بعويزة جنوب تلكيف، بعد مواجهات عنيفة ضد مسلحي «داعش». وتحاصر القوات حيّ الكرامة، حيث يُتوقع أن تقتحمه غداً، وفق مصدر مطّلع، أكّد في حديثه إلى «الأخبار» أنه «لا يمكن وصف ما جرى في الأيام الماضية بالتقدّم الحقيقي، بل هو تقدّم تكتيكي»، خاصة أن «المناطق التي شهدت مواجهاتٍ أمس تخضع لقصفٍ مكثّف، وهي خالية من المدنيين».
ولفت المصدر إلى أن «التحدي سيكون غداً (اليوم) مع دخول القوات إلى الأحياء السكنية التي تعجّ بالمدنيين»، موضحاً أن عدداً من القيادات العسكرية طلبت من العبادي «السماح لها بإخراج العدد الأكبر من المدنيين، لتسهيل عمليات التقدّم».
وعن انطلاق العمليات، ينقل مصدر متابع لـ«الأخبار»، أن «انطلاق العمليات جاء بضغط من العبادي على القوات كي تبدأ تحركها»، فيما «أبلغته القوات بعدم جاهزيتها للتحرك، إذ لم تلبِّ بغداد متطلباتها اللوجستية التي وعدت بتنفيذها». وكانت المفاجأة، وفق المصدر، أن «العبادي أصرّ على عدم استخدام المدفعية من قبل قوات مكافحة الإرهاب أو أي من القوات الأخرى، خوفاً من وقوع المزيد من الأضرار في صفوف المدنيين». وردّت القيادات العسكرية والأمنية في المحور الشرقي، على قرارات العبادي بالقول: «نحن نخوض معركة لا بدائل لنا فيها، فيما داعش مباح له كل شيء».
وبرزت في الأيام الماضية خلافات حادّة بين «المستشارين» الأميركيين، من جهة، وقادة من «الفرقة الذهبية»، من جهة أخرى، على خلفية الخطط الأميركية المرسومة لاستعادة الموصل. ونقلت المصادر أن الفريق عبد الوهاب الساعدي «رفض الفكرة الأميركية بزج 2000 عسكري في المقطع الغربي»، طالباً منهم فقط «الإسناد الجوي الحقيقي... مع وعد بتطهير المقطع الشرقي خلال أسبوع وإنهاء مسرحية الموصل خلال شهرين». وأضاف المصدر: «خرج الساعدي من الاجتماع وهو يخاطب المستشار الأميركي: جنودنا غالون علينا ولا نريد حرق جنود مكافحة الإرهاب في معركة خاسرة».
(الأخبار)