شهد يوم أمس جملة مواقف من قبل مسؤولين في الرباعي المقاطع لقطر، التقت جميعها عند التمسك بالموقف من الدوحة، والمضي في الخطوات «العقابية». وبرزت تصريحات تصعيدية للمستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، لوّح فيها بإمكانية أن تزيد قائمة مطالب السعودية والإمارات ومصر والبحرين، مشدداً على أنه «لا عودة إلى الوضع السابق في أزمة قطر».
وغمز من زاوية المعلومات التي سربتها «واشنطن بوست» حول تورط الإمارات في اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية واختلاق خطاب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الذي اندلع على إثره الخلاف الخليجي، قائلاً: «تحاول السلطة القطرية اختزال المقاطعة بتصريحات تميم في وكالة الأنباء التي زعموا اختراقها. هذا غير صحيح. التصريحات عجلت بتأديب السلطة، لا أكثر». وأضاف: «محاولة استجداء الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بزعم اختراق وكالة الأنباء القطرية، والاتكاء على مصادر صحافية لن ينفع السلطات في الدوحة طالما ظل تنظيم الحمدين الحاكم بأمره في قطر»، معتبراً أن «البكائيات الكاذبة حول اختراق وكالة الأنباء ليست لبّ الموضوع، وإذا كان تنظيم الحمدين يظن أنه سينجو بهذه الحجة، فقد وهم كعادته»، بحسب تعبيره.

يعتزم أردوغان القيام بجولة خليجية يومي 23 و24 تموز
وطالب قطر بـ«مراجعة نفسها وسياستها العدوانية منذ انقلاب حمد على والده، ثم مراجعة المطالب الـ13». عبارة «لا عودة إلى الوضع السابق» كررها، من جهته، مندوب السعودية في مجلس الأمن عبد الله المعلمي، مؤكداً أنه «لن تكون هناك مساومة أبداً على المطالب وعلى المبادئ الستة التي أقرت على عدة مستويات رسمية، كان آخرها مؤتمر قمة الرياض بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب»، رافضاً الحديث عن «حل وسط». وكشف أنّ سفراء الدول الأربع «اجتمعوا هذا الأسبوع بسفراء الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، ويعدون الآن لعقد اجتماع بسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية لشرح موقفهم وسرد حججهم». وهدّد المعلمي باللجوء رسمياً إلى مجلس الأمن لحل الأزمة مع قطر كخيار مطروح في حال فشل جهود «البيت الخليجي الواحد»، آملاً أن لا يضطر رباعي المقاطعة إلى اللجوء لهذه الخطوة.
وحذّرت مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة، لانا نسيبة، من أن «رفض قطر قبول المبادئ الأساسية لتحديد مفهوم الإرهاب والتطرف سيجعل من الصعب عليها البقاء في مجلس التعاون الخليجي». كلام المعلمي ونسيبة جاء في مؤتمر للصحافيين نظمته الإمارات، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وفي تناقض لافت، نقلت وسائل إعلام غربية عن مندوبي الدول الأربع في نيويورك تخلي الرباعي المقاطع لقطر عن قائمة المطالب الـ13، والتمسك بالمبادئ الستة التي أعلنتها في اجتماع القاهرة، مع إمكانية الاتفاق لاحقاً على آلية لتنفيذ المبادئ. ونقلت «أسوشييتد برس» عن المعلمي عدم ممانعة السعودية بقاء قناة «الجزيرة» إذا أوقفت الأخيرة «التحريض».
يشار إلى أن الرباعي المقاطع لقطر أعلن ستة مبادئ كشروط غير قابلة للتفاوض، في اجتماع القاهرة في 5 تموز الجاري، تشمل: التزام مكافحة الإرهاب، وإيقاف التحريض، والتزام اتفاق الرياض لعام 2013، والتزام مخرجات قمة ترامب في الرياض.
القاهرة، هي الأخرى، أكدت، أمس، التمسك بالمطالب المقدمة إلى قطر، وفق بيان لوزارة الخارجية عقب لقاء الوزير سامح شكري في العاصمة العراقية بغداد، مع نظيره إبراهيم الجعفري. وشدد البيان على تمسك دول الرباعي «بالمطالب المقدمة إلى الدوحة، في ضوء استمرارها في المماطلة والتسويف وعدم جديتها في التعاطي مع جذور المشكلة وإعادة النظر في سياساتها».
على المقلب القطري، أعلنت مصادر في وزارة الدفاع التركية، أمس، استكمال نقل وحدة مدفعية مكونة من 28 عنصراً إلى قطر، في إطار مناورات عسكرية مشتركة. وأعلنت أنقرة، أمس، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعتزم القيام بجولة خليجية تشمل الكويت والسعودية وقطر، يومي 23 و24 تموز الجاري.
في غضون ذلك، كان لافتاً أمس إعلان وزارة الدفاع القطرية وصول دفعة من طائرات التدريب الخفيفة الباكستانية «سوبر موشاك» إلى الدوحة، تم تدشينها في حفل حضره مسؤولون من الجانبين القطري والباكستاني.
وشهدت العاصمة القطرية لقاءات بين رجال أعمال قطريين وآخرين إيرانيين لبحث آليات وسبل تعزيز التعاون التجاري الثنائي، ولا سيما في المجال الغذائي.
(الأخبار)