حذّر رئيس «اللجنة الثورية اليمنية العليا» محمد علي الحوثي، جميع العاملين في الشركات النفطية السعودية «من البقاء في مواقع عملهم»، متوعداً بـ«مفاجأة عسكرية قريبة». ودعا الحوثي، أمس، السعودية وحلفاءها إلى «فك الحصار وإيقاف العدوان» على اليمن، مؤكداً أن «الشعب اليمني بمجاهديه وأحراره الصامدين لن يقبل باستمرار العبث بأمنه واستقراره وحصاره وقطع رواتبه والتلاعب باقتصاده، وسيعمل بكل الخيارات المتاحة».
وكانت «القوة الصاروخية» اليمنية قد أعلنت السبت الماضي إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى على مصافي تكرير النفط في محافظة ينبع السعودية، «ردّاً على استمرار العدوان والحصار»، وشددت على أن «مصافي النفط أصبحت هدفاً عسكرياً مشروعاً».
على صعيد ثانٍ، أعلنت «أنصار الله» رفضها المبادرة الأخيرة التي تقدم بها البرلمان اليمني، الذي عاد إلى الانعقاد منذ أيام، لحل الأزمة في البلاد، مذكّرة بأن مبرّر إعادة عمل مجلس النواب هو «الاستفادة من الشرعية الدستورية في مواجهة العدوان، لا التحول لطرف ثالث محايد يساوي بين المعتدي واليمن المعتدى عليه».

اتهمت الحركة البرلمان
المنعقد حديثاً بـ«المساواة
بين الضحية والجلاد»

واستغربت الكتلة الوزارية لـ«أنصار الله» وحلفاؤها، في بيان، إحالة عضو الكتلة، وزير الشباب والرياضة، حسن زيد، على القضاء، على خلفية موقفه الناقد للمبادرة، وكذلك إحالة النائب أحمد سيف حاشد، على اللجنة الدستورية للتحقيق معه على خلفية الموقف نفسه. وأضاف البيان: «في الوقت الذي يحيلون فيه وزراء ونواباً انتقدوا مبادرتهم، يسكتون عن أعضاء المجلس المؤيدين للعدوان، الذين لم يتخذ المجلس بحقهم أي إجراء، ولم يصدر عنه حتى بيان إدانة ضد مواقفهم، وبعضهم ممن يقود العمليات العسكرية ضد الشعب اليمني ومؤسساته، ويحرض على قتل أبناء الشعب اليمن».
في سياق موازٍ، تستمر الأوضاع الإنسانية في اليمن بالتدهور، إذ أعلنت «منظمة الصحّة العالمية» أمس، أن «عدد الحالات المصابة بالكوليرا تجاوزت الـ400 ألف حالة»، فيما «بلغ عدد الوفيات 1880»، وذلك منذ بدء تفشي الوباء في 27 نيسان الماضي. وأوضحت المنظمة أنه «جرى تسجيل تلك الأرقام في 21 محافظة يمنية، وأن الوباء انتشر في 296 مديرية من ضمن 333 مديرية في تلك المحافظات».
كذلك، قالت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) إن «نصف المصابين بالكوليرا هم من فئة الأطفال»، ولا سيما أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ويعانون من سوء التغذية معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة.
في الوقت نفسه، أعلنت الأمم المتحدة أن 80% من أطفال اليمن باتوا في «حاجة بائسة إلى المساعدة بسبب الحرب والجوع والكوليرا». وقال المديرون التنفيذيون لثلاث من وكالات الأمم المتحدة، في بيان مشترك، في أعقاب مهمة مستمرة في اليمن من يومين، إن «نحو مليوني طفل يمني يعانون سوء تغذية حاد، وسوء التغذية يجعلهم أكثر عرضة للكوليرا»، لافتاً إلى أن «المرض يخلق مزيداً من حالات سوء التغذية، في ما يشكل مزيجاً خبيثاً».
إلى ذلك، أدّى محافظ البيضاء الجديد صالح الرصّاص، اليمين الدستورية، أمام الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، وذلك بعد أن أصدر الأخير الأحد الماضي قراراً بتعيين الرصّاص محافظاً، خلفاً للقيسي، الذي كانت وزارة الخزانة الأميركية قد ضمّته في أيار 2016 إلى لائحة العقوبات واتهمته بدعم تنظيم «القاعدة».
(الأخبار)