وصل وزير الخارجية الفرنسي إلى العاصمة الليبية، طرابلس، أمس، في أول زيارة له منذ تسلمه منصبه في بداية الصيف، ويسعى من خلالها إلى إنعاش «اتفاق باريس» الذي دخل في مرحلة موت سياسي منذ أن أعلن المشير خليفة حفتر من موسكو في منتصف الشهر الماضي، أنّ رئيس «حكومة الوفاق» فايز السراج، «أخلّ بالكثير» مما اتُّفق عليه.
وبدت مساعي الوزير الفرنسي كثيرة الجدية، إذ إنّ زيارته لم تقتصر على لقاء مسؤولي طرابلس، بل انتقل إلى مدينة مصراتة وإلى شرق البلاد حيث استقبله حفتر، في لقاء لم يصدر عنه بيان حتى وقت متأخر من مساء أمس.
وإذا كان للشرق الليبي ثقله العسكري والإقليمي لدعم قواته من قبل مصر والإمارات، ولطرابلس ثقلها السياسي في ميزان دعم المجتمع الدولي لـ«حكومة الوفاق»، فمن المعروف أنّ لمصراتة ثقلاً مهماً أيضاً، إذ منها تكتسب العاصمة السياسية للبلاد ركائز دعمها الميداني.
وفي هذه المدينة الواقعة قي شرقي طرابلس، أعلن لودريان أنّ «لقاء حفتر والسراج (في فرنسا) كان مرحلة يجب أن توسَّع الآن، بتعديل الاتفاق حتى يصبح جاهزاً للتنفيذ»، مضيفاً أنّ «مصراتة جزء من الحل، ومكانتها أساسية في تنفيذ اتفاق باريس» الذي جرى التوصل إليه بين حفتر والسراج في نهاية تموز الماضي، برعاية ماكرون ولودريان.
وفي بداية جولته الليبية، كان لودريان قد أعلن من العاصمة الليبية في تصريح صحافي، أنّ استقرار ليبيا «يمرّ عبر تطبيق إعلان لقاء سان كلو (اتفاق باريس) الذي نصّ أساساً على تعديل اتفاق الصخيرات» الموقع بين الأطراف الليبيين برعاية الأمم المتحدة نهاية 2015، وتنظيم انتخابات. وتابع أنّ الهدف «هو ليبيا موحدة مع مؤسسات فاعلة» ما يمثّل «شرطاً لتفادي التهديد الإرهابي بشكل مستدام وإتاحة المصالحة». وقال الوزير الفرنسي إنّ «هذه الرؤية مستوحاة تماماً من مسار بدأه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، بتناغم شامل بين رغبة الأمم المتحدة... والتعهدات المتخذة في سان كلو»، فيما أشار إلى «اقتراب العودة التدريجية للسفارة الفرنسية للعمل من العاصمة طرابلس».
الطرح الواضح للودريان قابلته إشارة السراج إلى «ضرورة وضع إطار زمني» للاتفاق، وذلك برغم اقتناعه بأنّ «الاتفاق السياسي يظلّ الأرضية المشتركة التي يجب أن ينطلق منها العمل السياسي»، وفق بيان صادر عن مكتبه.
(الأخبار، أ ف ب)