مع اقتراب جولة محادثات أستانا المقبلة المقرر انطلاقها في الثالث عشر من الشهر الجاري، تبدو المشاورات المطولة للأطراف الإقليمية والدولية أقرب إلى تحقيق تفاهمات حول منطقة إدلب ومحيطها، والتي بقيت خارج مظلة «تخفيف التصعيد». التفاؤل باحتمال التفاهم حول المنطقة بدا واضحاً في كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إذ أوضح أن المباحثات بين بلاده وتركيا وإيران بشأن إقامة منطقة «تخفيف التصعيد» في إدلب «قد قطعت شوطاً كبيراً»، معرباً عن أمله في «الكشف عن تفاصيل أكثر في المستقبل القريب».
وعلى الرغم من صعوبة التوصل إلى اتفاق يغطي كافة التعقيدات التي تضمّها تلك المنطقة، وعلى رأسها نفوذ «هيئة تحرير الشام» داخلها، فإن الحديث عن التقارب التركي ــ الإيراني وإعلان تفاهم حول منطقة «تخفيف تصعيد» جديدة في ريف حلب الشمالي، قد تعتبر مؤشرات إلى إمكان تحقيق ذلك.
وجاء إعلان وزارة الدفاع الروسية عن إقامة منطقة «فضّ اشتباك» في محيط بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، بموجب اتفاق ينصّ على نشر قوات حكومية وشرطة عسكرية روسية، بعد أسبوع على كشف «الأخبار» عن قرب التوصل إلى هذا الاتفاق (العدد ٣٢٦٢). وقال الجنرال سيرغي رودسكوي، من قيادة الأركان الروسية، إن إنشاء هذه المنطقة هدفه «منع الاستفزازات والاشتباكات التي يمكن أن تقع بين الجيش السوري الحر والمقاتلين الأكراد». وأضاف أنه «حلّت قوات حكومية سورية مكان الوحدات الكردية التي أخلت المنطقة، ونشرت وحدات من الشرطة العسكرية للجيش الروسي» لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.
(الأخبار، الأناضول)