صوّت مجلس النواب العراقي على رفض إجراء «إقليم كردستان» استفتاءً حول استقلاله في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، إضافة إلى «إلزام رئيس الوزراء باتخاذ التدابير كافة التي تحفظ وحدة البلاد».وفي غضون الجلسة التي عقدت أمس، انسحب الأعضاء الأكراد، لكن القرار تم تمريره بالأغلبية، وذلك بحضور 204 نوّاب صوّت منهم 173 لمصلحة القرار، فيما امتنع 31 عن التصويت. وجاء في نص قرار البرلمان: «هذا الإجراء (الاستفتاء) يفتقر إلى السند الدستوري، ويعدّ مخالفاً للدستور العراقي».

في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كردي عراقي كبير رفضهم نتيجة تصويت مجلس النواب، واصفاً إياه بأنه «ليس ملزماً»، فيما قال وزير الخارجية العراقي السابق والمستشار الحالي لرئيس كردستان، هوشيار زيباري، إن «برلمان كردستان العراق سيردّ قطعاً على القرار في اجتماع الخميس (بعد غد)».
جرّاء ذلك، طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي زعماء كردستان بـ«مواصلة الحوار بشأن الاستفتاء على الانفصال»، داعياً إياهم إلى «المجيء إلى بغداد وفتح الحوار»، ومنبّهاً من الذين «يحاولون تصعيد وتيرة العنصرية». وقال العبادي أمس (مخاطباً المكوّن الكردي) إن «مجلس الوزراء لجميع العراقيين، وإنكم مواطنون من الدرجة الأولى»، محذراً من «الانجرار إلى الفتنة وضياع ما تحقق».

دعت الجامعة
العربية إلى بقاء
الأكراد مكوّناً «أصيلاً» في العراق

أما رئيس «الإقليم» مسعود البرزاني، فحاول حسم مصير محافظة كركوك (شمال) قبل إجراء الاستفتاء بالقول إنها كردستانية، مشيراً إلى أنه لا بد أن يكون لكركوك وضع خاص في «دولة كردستان المستقلة». وأضاف: «شعب كردستان سوف يقرر مستقبل كركوك، ولا يمكن لأحد أن يفرض أي وضع عليها»، لافتاً إلى أن الإقليم لا يهتم بـ«التهديدات الصبيانية» لإشعال الحرب، ومحذراً من أن «من يحاول تنفيذ تهديده، فالإقليم سيمارس حق الدفاع عن النفس».
وتابع: «من أولوياتنا تحرير كل المناطق، ومنذ عام كنا مستعدين لتحرير الحويجة، لكن الدولة تقاعست، لذلك التأخير بسبب جهات سياسية في بغداد»، مكملاً: «لدينا معلومات دقيقة حول المعاناة التي يتعرض لها سكان المناطق التي تحررت، وكركوك يجب أن تكون بعيدة عن الصراعات». وبينما شدد البرزاني على أن الأكراد حاولوا «المساهمة في عراق جديد وفي تشكيل الحكومة وصياغة الدستور، فإنه غير مرغوب فينا في بغداد»، أعاد المقارنة بين ما تلقته قوات «الحشد الشعبي» من الحكومة المركزية مقابل محاولتهم سنّ قانون خاص بقوات «البيشمركة» ليحصلوا على مستحقاتهم والسلاح بلا نتيجة منذ عشر سنوات، وفق وصفه.
ويوم أمس أيضاً، التقى نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، البرزاني، في أربيل، فيما وصف مكتب الأول اللقاء بأنه «اتّسم بالوضوح والصراحة، وشهد بحثاً مطولاً لعموم الأوضاع على الساحة المحلية، وفي مقدمتها ملف الاستفتاء». وأكد البيان «ضرورة تغليب لغة الحوار والتفاهم، وتجنيب البلد أي صراعات أو صدامات، سواء حالياً أو في المستقبل».
في هذا السياق، دعا نائب الرئيس، أسامة النجيفي، رئيس الإقليم الكردي إلى إلغاء استفتاء الانفصال، وإلى «تجنيب البلاد صراعات جديدة». وقال في بيانٍ أمس إن «إجراء الاستفتاء ضمن حدود 2003 يشكل مخالفة دستورية واضحة، من واجبنا التحفّظ عليها»، معتبراً أن ضمّ كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها للاستفتاء «تصرّف غير دستوري وغير قانوني، ويتضمن اعتداءً جلياً على حقوق المكونات المتآخية من عرب وتركمان، ولذلك نرفضه». كذلك دعا النجيفي العرب والتركمان في المناطق المتنازع عليها إلى رفض الاستفتاء.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي كان قد زار كلاً من بغداد وأربيل السبت الماضي، أن «العرب يمدون أيديهم إلى إخوانهم الأكراد في شمال العراق (بالدعوة) إلى الحفاظ على وحدة البلاد». وأعرب أبو الغيط، أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس، عن رغبته في بقاء الأكراد كـ«مكوّن أصيل في المجتمع العربي»، وطالبهم بـ«إعطاء فرصة للحوار حفاظاً على الدستور العراقي الذي تمت صياغته بمشاركتهم، وصون النظام الذي يحافظ على وحدة البلاد».
(الأخبار)