القاهرة | يبدو أن هناك من شعر في القاهرة، أخيراً، بقرب الانتخابات الرئاسية وبدأ الإعداد لها بعيداً عن احتمالات تمديد الولاية الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يُبدِ حتى الآن بشكل علني رغبته في الترشح لولاية ثانية، في وقت أعلن فيه كل من حمدين صباحي وعمرو موسى أنهما لن يترشحا إلى الانتخابات المقبلة، ويبقى المرشح الوحيد المحتمل هو الفريق أحمد شفيق.
اجتماعات سرّية جرت بين مجموعة من السياسيين المصريين للتوصل إلى مرشح رئاسي يمكنهم أن يدعموه في الانتخابات المقبلة، وذلك تحت مسمّى «جبهة التضامن للتغيير». وقد كُشف النقاب عن هذه الاجتماعات التي يسعى معدّوها إلى دعم مرشح رئاسي برؤى وبرنامج واضحين يمكن تنفيذهما في حال فوزه بالرئاسة في انتخابات 2018. وفي مقدمة من أسّسوا «جبهة التضامن للتغيير» يأتي رجل الأعمال ممدوح حمزة، مع آخرين مثل المهندس حازم عبد العظيم (شارك في حملة السيسي الانتخابية عام 2014 ثم أصبح من معارضيه)، والبرلماني الشاب هيثم الحريري، إلى جانب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات سابقاً المستشار هشام جنينة، الذي أقاله السيسي بقانون قبل أن يتم فصل ابنته من النيابة. وشارك ممثلون عن الحزب «المصري الديموقراطي» و«التجمع» وآخرون، وقد أثير لغط حول مشاركة عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، فيها، إلا أنه خرج ونفى تماماً أن تكون له علاقة بهذه الاجتماعات أو توقيعه على الوثيقة أو حتى الحديث بشأنها، كما نفى أيضاً الطبيب محمد أبو الغار علاقته بالأمر أيضاً، مؤكداً أنه «لم يقابل ممدوح حمزة منذ عام ونصف عام».
وقد أعدّت المجموعة وثيقة فيها وصف لمصر حالياً بالقول: «60% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، استشراء الفساد، دور شرس للأجهزة الأمنية، تغلغل للفكر السلفي، والتمييز الديني». ويعتبر الكلام السابق هو المحور الأول من الوثيقة، أما محورها الثاني فهو هدف تأسيس الجبهة نفسها: «الحفاظ على مدنية الدولة بالتخلص من السياسات الفاشلة، ومواجهة الإرهاب، وإقرار العدالة الاجتماعية».

اجتماعات أخرى جرت كان حمدين صباحي جزءاً منها
ممدوح حمزة من جهته خرج لينفي للجميع أن هناك وثيقة حالياً، لكن في تصريحاته لم ينفِ البنود السابقة، وأكد أن شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل سيكون موعد إعلان «جبهة للمعارضة ضد السياسة الحالية» تعمل على دعم مرشح في الانتخابات المقبلة، وفي حال لم تجد مرشحاً فستتجه إلى مقاطعة الانتخابات بحسب قوله، وهو ما ينبئ بخلافات أولية حول هذه الوثيقة وهذه الجبهة التي لا يرضى عدد من مؤسّسيها عن بنود فيها قيل إنها طرحت في اجتماعات سابقة لهم، مثل طرح اسم أحمد شفيق كمرشح رئاسي، أو المصالحة مع «الإخوان» التي يرفضها كثيرون داخل جبهة حمزة، ويرون أنها ستجعلهم يخسرون الشارع المصري في حال ترشح شخص وهو يحمل الفكرة نفسها.
اجتماعات هذه الجبهة لم تكن الوحيدة، فقد جرت اجتماعات أخرى كان المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي جزءاً منها، وذلك للتشاور حول مرشح رئاسي محتمل. وقد أشار صباحي في حوار تلفزيوني إلى هذه المشاورات من دون أن يصرّح بأنها اجتماعات تمت بالفعل. وقال رداً على من يمكن أن يترشح إلى الرئاسة «هناك أسماء مطروحة مثل معصوم مرزوق، وخالد علي، وهشام جنينة، ولم نستقر على اسم المرشح حتى الآن». هذه الاجتماعات نفسها كانت قد طرحت اسم المستشار يحيى الدكروري مرشحاً للرئاسة، لمواقفه عموماً، وأخيراً بخصوص مصرية جزيرتي تيران وصنافير.
وتعتبر هذه الاجتماعات بداية لانتخابات الرئاسة المصرية 2018 التي رغم اقترابها لم يعلن بعد أحد ترشحه إليها، وتغيب أخبارها عن الصحف المصرية، وربما لولا الكشف عن اجتماعات جبهة حمزة لخلت الأخبار من أي شيء في خصوصها، لكن الاجتماعات الأخيرة تؤكد أننا قريباً سنسمع بمرشح رئاسي تدعمه جبهة حمزة أو تصل إليه مشاورات حمدين صباحي.