لم تحمل كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أي جديد. أعاد «أبو مازن» تكرار خطاباته السابقة، أدان الاستيطان، محمّلاً إسرائيل مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاقية سلام، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، إلا أنه لم يقطع «شعرة معاوية»، وأعلن منح «المساعي المبذولة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب (...) كل فرصة ممكنة لتحقيق الصفقة التاريخية المتمثلة بحل الدولتين».
ورأى أن «استمرار الاحتلال وصمة عار على جبين دولة إسرائيل أولاً، والمجتمع الدولي ثانياً، وعلى الأمم المتحدة مسؤولية إنهاؤه».
وقال عباس إنه «عندما نطالب إسرائيل ويطالبها العالم بإنهاء الاحتلال تسعى إلى حرف الانتباه لمسائل جانبية أفرزتها سياساتها الاستعمارية»، مؤكداً أن «استمرار الاستيطان والتنكر لحل الدولتين يشكل خطراً حقيقياً على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ويفرض علينا مراجعة استراتيجية شاملة». وقال «أبو مازن» إن «إنهاء الاحتلال لأرضنا هو ضرورة وأساس في مواجهة التنظيمات الإرهابية». ورأى أن «ما تقوم به إسرائيل من تغيير للوضع القائم التاريخي في القدس والمسّ هو لعب بالنار»، مطالباً الأمم المتحدة بالعمل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين خلال فترة زمنية محددة.

حكومة رامي الحمدالله ستتوجه نهاية الأسبوع «لممارسة
عملها في غزة»

وأكد عباس أنه «لم يعد كافياً إصدار البيانات الفضفاضة التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام من دون سقف زمني لذلك»، وقال: «نتوقع من مجلس الأمن الدولي الموافقة على طلبنا بقبول دولة فلسطين دولة كاملة العضوية».
وقبل إلقاء كلمته التقى عباس بالرئيس الأميركي ترامب الذي قال إن «هناك إمكانية جيدة أكثر من أي مرة مضت لتحقيق السلام في الشرق الأوسط». أضاف ترامب: إن «نجحنا بتحقيق السلام سيكون الأمر ممتازاً للجميع، لإسرائيل والسعودية ودول أخرى تعمل بشكل صعب جداً لتحقيق هذا وأمامنا احتمال جيد».
من جهته رأى عباس أن «إتاحة الفرصة لنلتقي للمرة الرابعة (...)، وإن دل على شيء فإنما يدل على جدية فخامة الرئيس (ترامب) بأنه سيأتي بصفقة العصر في الشرق الأوسط خلال العام أو خلال الأيام القادمة». وبما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أعلن عباس ارتياحه من «اتفاق القاهرة» لإنهاء الانقسام، كاشفاً أن حكومة رامي الحمدالله ستتوجه نهاية الأسبوع «لممارسة عملها في غزة». وللمرة الأولى منذ سنوات، نقلت قناة «الأقصى» التابعة لحركة «حماس»، كلمة عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي وقت لاحق أصدرت «حماس» بياناً، اعتبرت فيه أن كلمة عباس حملت «الإقرار بفشل مشروع التسوية والمفاوضات مع الاحتلال». ورأت أن «أبو مازن» «لم يفرق في خطابه بين مقاومة الشعب الفلسطيني (...) وبين الإرهاب». كذلك، رحبت بقدوم حكومة الحمدالله إلى غزة، مؤكدة التزامها «ما أعلنته الحركة في القاهرة».
(الأخبار)