يبدو أن التنسيق الثلاثي بين أنقرة وطهران وبغداد في سياق ضبط تداعيات استفتاء انفصال «إقليم كردستان» عن العراق يأخذ مساراً تصاعدياً مع إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، تلقّيه دعوة من نظيره العراقي حيدر العبادي لزيارة بغداد، مؤكّداً أن بلده «لن تتعامل سوى مع الحكومة المركزية».
وأشار يلدريم إلى أن «تركيا وإيران والعراق تنسّق حالياً بغية إفشال كل الألاعيب التي تدبر في المنطقة»، كاشفاً أن حكومته في صدد افتتاح منفذٍ حدودي جديد مع العراق، بالتعاون مع حكومة العبادي، بدلاً من المعبر الحالي بين الإقليم وتركيا».
ويدلُّ الموقف التركي على أن أنقرة عازمة على مواصلة حصارها لـ«الإقليم»، وهي في طريق البحث عن خياراتٍ أخرى تسهم في عزل أربيل أكثر عن محيطها، بالتعاون مع «جيران الإقليم». ويتقاطع الموقف التركي مع تأكيد السفير العراقي في تركيا، هشام علي الأكبر العلوي، أمس، أن «الحكومة الاتحادية قد تستخدم القوة إذا لزم الأمر من أجل إدارة معبر الخابور الحدودي بين تركيا وإقليم كردستان»، موضحاً أن «المناورات العسكرية على الحدود كانت بمثابة استعداد لذلك». وأضاف في مؤتمر صحافي أن «أنقرة وبغداد تبحثان سبل فتح معبر حدودي بين البلدين بهدف تطوير التعاون والتبادل التجاري».
وأكّد يلدريم، أمس، أن بلاده ترفض انسحاب قواتها من معسكر بعشيقة، شمالي العراق، معتبراً أن «الجنود الأتراك موجودون في معسكر بعشيقة لتدريب القوات التي ستشارك في مكافحة داعش». وقال «إذا كان العراق يكافح داعش بمشاركة مهمة من حرس نينوى (التابع لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي)، الذي يتم تدريبه في معسكر بعشيقة، فلا ينبغي أن تكون هناك مشكلة بيننا».
ويقابل «التنسيق الثلاثي» دعوات كردية للملمة البيت الداخلي، إذ دعا رئيس حكومة «الإقليم» نيجيرفان البرزاني إلى «اتحاد الأطراف السياسية لتجاوز الأزمة الحالية»، معتبراً أن «مستقبل الإقليم سيكون أفضل، وسنخرج من الأزمة الحالية إذا ما اتحدنا جميعاً وعملنا معاً».
ميدانياً، نقلت وكالة «الأناضول» عن مصدرٍ عسكري قوله إن «القوات المشتركة استعادت 18 قرية ومنطقة استراتيجية من سيطرة تنظيم داعش، شمالي وشرقي قضاء الحويجة في محافظة كركوك»، موضحةً أن «المناطق هي امتداد للحويجة باتجاه سلسلة جبال مكحول وحمرين بين محافظتي صلاح الدين وديالى».
(الأخبار)