احتمى وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق عمير بيريتس، بـ«العلاقات المتميزة» مع المغرب وبـ«الاعتذارات» التي وصلته عقب رفض حضوره في فعالية دولية في البرلمان المغربي، أول من أمس، ليصف مناهضي حضوره بـ«المتطرفين»، وليواصل مشاركته في مؤتمر دولي انتهت أعماله أمس.
واحتج، أول من أمس، نواب مغاربة، داخل البرلمان، على حضور وفد إسرائيلي لمؤتمر تنظمه «الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط» والمنظمة العالمية للتجارة. وتظاهر البرلمانيون، داخل القاعة المخصصة للمؤتمر، بعد ظهور الوفد الإسرائيلي، ما جعل المؤتمر يتوقف لمدة طويلة. وتوجّه عبد الحق حيسان، وهو برلماني عن نقابة «الكونفدرالية الديموقراطية للشغل»، إلى بيريتس، قائلاً له: «أنت مجرم حرب، ويجب أن تغادر المغرب»، مضيفاً: «أنت مجرم ضد الإنسانية قتلت الأطفال والأبرياء، ويجب أن تغادر البرلمان، ونحن نرفض حضورك وحضور الوفد المرافق لك».
وبينما كان البرلمانيون المغاربة يرفعون العلم الفلسطيني ولافتات داخل القاعة المخصصة للمؤتمر تطالب بطرد الوفد، كان مئات من الناشطين المغاربة قد تجمعوا أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط تعبيراً عن رفضهم حضور الوفد الإسرائيلي. وطالب المحتجون خلال الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها «الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع» (يضم 14 جمعية مغربية غير حكومية)، بـ«طرد الوفد» من المؤتمر الذي يستضيفه مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي) و«وقف الاستيطان وكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني».
وسبق تلك التحركات إعلان ثلاث كتل برلمانية في مجلس المستشارين رفضها مشاركة الوفد الذي يضم بيريتس في صفوفه. ووقّع على ذلك البيان كتل «حزب العدالة والتنمية» الذي يقود الحكومة، ونقابة «الاتحاد المغربي للشغل» (أكبر نقابة بالبلاد)، ونقابة «الكونفدرالية الديموقراطية للشغل». وجاء في البيان أنّ تلك الكتل «تلقت باستهجان كبير خبر حضور وزير الدفاع الصهيوني السابق، ومجرم الحرب بيريتس إلى جانب صهاينة أعضاء في الكنسيت، للمشاركة في أعمال المناظرة الدولية» التي تجري تحت عنوان «تسهيل التجارة والاستثمارات في منطقة المتوسط وأفريقيا».
وبينما أكّدت تلك الكتل أن «هذا الحضور جرى الترتيب له في سريّة تامة خارج أجهزة مجلس المستشارين ومؤسساته التقريرية»، أثار هذا الأمر مزيداً من الجدال في البلاد، وهو دفع رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش، إلى النفي عبر بيان سارع إلى نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك».
من جهة أخرى، برغم أنّ مسألة «العلاقات عبر المتوسط» لطالما مثّلت ثغرة تدخل عبرها إسرائيل للعمل على توسيع علاقاتها في محيطها، فلعلّ تصريح عمير بيريتس، الذي أصدره عقب الحراك المناهض له، من شأنه أن يثير في إحدى نقاطه مزيداً من الجدال، خاصة إذا رُبط بواقع ارتفاع الحديث راهناً عن دخول دول عربية جديدة على خط التطبيع مع كيان العدو، بصورة سريّة حتى الآن. وقال بيريتس: «لن أغيِّر مساراتي وسأواصل في إقامة اتصالات حيوية مع الدول العربية، وعلى رأسها المغرب».
وجدير بالذكر أنّ بيريتس زار المغرب في شهر شباط/ فيفري عام 2006 (قبل تسلمّه وزارة الحرب بنحو شهرين)، وقد استقبله في ذلك الوقت الملك محمد السادس في قصر فاس، فيما ذكر ناشطون مغاربة في اليوم الماضيين، أنّ المسؤول الإسرائيلي السابق «يهودي من أصول مغربية». ولعلّ اللافت في مجمل هذا الحدث الذي شهده المغرب في اليومين الماضيين، أنّ الوزير الإسرائيلي أيوب قرا، ردّ على مناهضي حضور بيريتس في المغرب، قائلاً للبرلماني عبد الحق حيسان أثناء المشادات الكلامية التي شهدها البرلمان: «أنت لست الملك، والقافلة تسير، وكمّل من عندك».
(الأخبار، الأناضول)