بعد اثني عشر شهراً على اعتقاله وخمسة وخمسين يوماً من الإضراب المتواصل عن الطعام، ثم الرضوخ لمطالب الأسير الفلسطيني المحرر «الشيخ» خضر عدنان، أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، سراح عدنان، الذي اشترط يوم وقفه الإضراب، وتحديداً في 29 حزيران الماضي، أن يفرج عنه قبيل ليلة القدر، وهي إحدى أهم الليالي بالنسبة إلى المسلمين في شهر رمضان.
حاولت سلطات الاحتلال تعكير الفرحة على عدنان بالإفراج عنه في ساعة مبكرة من الفجر، أي في الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون بالسحور، ثم صلاة الفجر، وبصورة مفاجئة، ولكن ذلك لم يمنع من احتشاد العشرات لاستقبال «الشيخ» والترحيب به «منتصراً» بين شعبه، بعدما تحول إلى «أيقونة» استطاعت إجبار إدارة السجون للمرة الثانية على إطلاق سراحه، كاسراً بذلك سياسة الاعتقال الإداري التي يسجن فيها الأسير من دون معرفة القضية التي يحتجز بناء عليها ولا المدة التي سيقضيها داخل الزنازين.
«قلت لأحد الضباط
سأخرج بإذن الله، فأجابني بأن
الله مشغول في سوريا»

وفي حفل عقد مساء أمس وترافق مع مؤتمر صحافي، كان الأسير المحرر قد تمنع عن الحديث مع الصحافيين قبله، قال عدنان، إن إفراج سلطات الاحتلال عنه في الساعة الواحدة ليلاً، كان كمن «يريد تغطية الشمس بغربال... الباطل الذي كشف جبنهم وباطلهم أكثر وأكثر»، مضيفاً: «اليوم انتصر الكف على المخرز».
وقال خلال الحفل، إن «المحتل حاول قضم وسرقة فرحة شعبنا وأحراره بحريتي، ولكن بحمد الله أنى له ذلك»، موجهاً التحية إلى الذين نصروه وتضامنوا معه في إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال.
وتحدث عدنان، المنتمي إلى حركة «الجهاد الإسلامي»، عن سوء المعاملة التي كان يلقاها من مصلحة السجون: «منعوني من الصلاة إلا مقيداً، كما منعت من التحدث مع والدتي بعد تدهور حالتها الصحية». وتابع: «أحد ضباط الاحتلال قال لي بالعبرية حينما جاءني إنك لن تخرج من هنا، فقلت سأخرج بإذن الله، فأجابني: إن الله مشغول في سوريا... ها أنا أتحرر بفضل الله».
في سياق متصل، أفادت مؤسسة «مهجة القدس للشهداء والأسرى» المقربة من «الجهاد الإسلامي»، أمس، بأن الأسير المضرب عن الطعام منذ 26 يوماً محمد نصر الدين علان يعاني ظروفاً صعبة في زنازين العزل الانفرادي في سجن «أيلا» في بئر السبع. وذكرت المؤسسة في بيان أن إدارة مصلحة السجون عزلت علان منذ ما يقارب 20 يوماً ضمن إجراء تعسفي للضغط عليه من أجل تعليق إضرابه. وأوضحت أن الزنزانة التي يحتجز فيها الأسير لا يوجد بها نافذة للتهوية، وكذلك فإنه لا يسمح له إلا بتناول كوب واحد من الماء يومياً.
(الأخبار، الأناضول)