في تحذيره الجديد لـ«إقليم كردستان»، عقب إجراء أربيل استفتاء الانفصال عن العراق، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، قوات «البشمركة» إلى «عدم التصادم مع القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها»، مجدّداً تمسّك بغداد بـ«إدارة الأمن في المناطق المتنازع عليها، لأنها من صلاحيات الحكومة الاتحادية».
وتوازى تحذير العبادي، مع هجوم لنظيره التركي بن علي يلدريم، على أربيل، إذ رأى الأخير أن «الإقليم حطم مكتسباته التي حققها بإجرائه الاستفتاء»، مشدّداً على أن بلاده «لن تتعامل إلا مع الحكومة المركزية في بغداد». ونصح يلدريم «الأكراد بالعدول عن هذا الخطأ الوخيم»، موضحاً أن أنقرة عازمة على «عقد اجتماع ثلاثي بين تركيا، العراق، وإيران لبحث التدابير المستقبلية حيال إدارة شمال العراق»، دون أن يحدّد زمان «القمّة المرتقبة» ومكانها.
أما العبادي فقد أكّد خلال مؤتمر صحافي، إثر ترؤسه الجلسة الأسبوعية لحكومته، أن «كل قيادات العالم دعمت العراق في إجراءات بسط السلطة الاتحادية على أراضيه»، متناولاً أيضاً الجانب الاقتصادي من النزاع مع «الإقليم»، ليعيد تمسّك حكومته بـ«النفط العراقي، الذي هو ملك لكل العراقيين، وليس لأي جهة أو مسؤول معين»، في إشارةٍ منه إلى نفط محافظة كركوك، الذي تسعى بغداد إلى إعادة ضبط صادراتها النفطية من هناك، وإرجاع مردودها إلى خزينة الحكومة الاتحادية.
وفي إطار هذا «النزاع»، أعلنت وزارة النفط العراقية، أمس، نيتها لإعادة إصلاح خط أنابيب نقل النفط من كركوك، إلى ميناء جيهان التركي عبر محافظتي صلاح الدين ونينوى، دون أن يمر بـ«الإقليم».

يُقابِل «العنادَ» الكردي تمسّك عراقي بشروط العودة إلى الحوار

وقالت الحكومة العراقية في بيانها، إن وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، أوعز إلى شركة «نفط الشمال العراقية» وشركة «المشاريع النفطية» وشركة «خطوط الأنابيب» بوضع خطة عاجلة للمباشرة بعملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك، إلى ميناء جيهان التركي. وأضاف أن «الصعوبات والتحديات المالية والاقتصادية، لن تحول دون قيام وزارة النفط بإعادة تأهيل شبكة خطوط أنابيب الصادرات النفطية وبالإمكانات المتاحة وبالجهد والخبرة الوطنية»، لافتاً إلى أن هذا المشروع يحظى بـ«دعم ومتابعة وإسناد من (الرئيس) العبادي».
وجدّد العبادي تأكيده أن أيّ حوار مع «الإقليم» يجب أن يستند إلى «وحدة العراق والدستور ورفض الاستفتاء»، موضحاً أنه «لا قطيعة مع الإقليم». ويبدو أن الخطاب الرسمي العراقي إزاء الأزمة مع أربيل متطابق، إذ أكّد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، أن «وحدة البلاد قضية أساسية لا يمكن التنازل عنها»، واصفاً الاستفتاء بـ«المشكلة الخطيرة».
وفيما تحرص بغداد على إبقاء خطوط التواصل مع أربيل مفتوحة، وفق شروطها الخاصّة، فإن مسعود البرزاني المتسمّك بالاستفتاء ونتائجه، يسعى إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، فارضاً رؤيته الخاصة على الحكومة الاتحادية. ويقابل «العناد» الكردي، تمسّك عراقي بشروط العودة إلى الحوار، الذي تسعى معظم القوى الدولية إلى إنجاحة لإنهاء الأزمة. وأبدى السفير الألماني في العراق سيريل نان، أمس، استعداد بلاده للتوسط بين بغداد وأربيل للعودة إلى طاولة الحوار وحل كافة القضايا العالقة بينهما، فيما رأى البرزاني خلال استقباله السفير الألماني أن «الإقليم لم يقدم على أي خطوة استفزازية أو تصعيدية تجاه بغداد، والاستفتاء الذي جرى يعبّر عن إرادة جماهير كردستان»، مجدّداً تأكيده أن «كردستان مستعدة لحوار غير مشروط، وبأجندة مفتوحة مع بغداد».

(الأخبار)