فازت المرشحة الفرنسية أودري أزولاي، أمس، بمنصب المدير العام لمنظمة «اليونيسكو» خلفاً للبلغارية إيرينا بوكافا. وحصلت أزولاي (45 عاماً) على 30 صوتاً، مقابل 28 لمنافسها القطري حمد بن عبد العزيز الكواري.تُعَدُّ أزولاي التي شغلت منصب وزيرة الثقافة في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، المرأة الثانية التي تتولى إدارة المنظمة الأممية بعد بوكوفا. ولدت أزولاي في باريس من أسرة يهودية مغربية، والدها أندريه أزولاي هو مستشار ملك المغرب محمد السادس، وقبله الملك الحسن الثاني.

فيما تعتبر نفسها «قريبة من اليسار» ولو أنها لم تنتمِ قط إلى أي من الأحزاب أو الحركات السياسية وليس لها تصريحات كثيرة في هذا الشأن، يُعرف والدها بمكانته بالنسبة إلى إسرائيل التي منحته شهادة الدكتوراه الفخرية من «جامعة بن غوريون»، وذلك «تقديراً له كيهودي جذوره مزروعة في المغرب».
يتبنّى أزولاي خطاباً عن السلام يجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد صرّح ذات مرةٍ بأنه يسعى إلى «إيجاد طريقة تعطي الفلسطينيين فرصة للحصول على حريتهم وكرامتهم وهويتهم وإقامة دولتهم من أجل جعل إسرائيل أكثر أمناً وقوة».
كانت أزولاي، التي لا تملك جنسية مغربية، قد أطلقت خلال توليها وزارة الثقافة مشروعاً مشتركاً مع إسرائيل بعنوان «مواسم متكاملة»، واعدةً بأن يكون عام 2018 هو العام «الفرنسي الإسرائيلي» للتبادل الثقافي، كما زارت الأراضي المحتلة والسلطة الفلسطينية خلال تلك الفترة، برفقة رئيس الحكومة آنذاك، مانويل فالس.
تولّت المديرة العامة الجديدة لـ«اليونيسكو» إدارة المركز السينمائي الفرنسي طوال ثماني سنوات، قبل أن تشغل منصب المستشارة الثقافية لهولاند ومسؤولة الثقافة والتواصل بين عامي 2014 و2016.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن من أبرز المهمات المناطة بأزولاي الآن «إعادة البريق» إلى المنظمة الأممية التي تعاني من صراعات داخلية، ولا سيما بعد انسحاب الولايات المتحدة أول من أمس، وإعلان إسرائيل نيتها الحذو حذو واشنطن. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة المصرية كانت قد أكدت دعمها بالكامل لأزولاي في الجولة الأخيرة من انتخابات إدارة «اليونيسكو» في مواجهة المرشح القطري، وذلك بعدما خسرت المرشحة المصرية مشيرة خطاب، التي حصلت على 25 صوتاً، في الجولة ما قبل النهائية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، قد أعلن، قبيل ظهور نتيجة خسارة مصر، أن البعثة المصرية الدائمة لدى «اليونيسكو» تقدمت، صباح أمس، بمذكرة رسمية إلى بوكوفا لطلب «التحقق من صحة ما تم رصده من خروقات شابت عملية الانتخابات».
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)