في ظلّ تقدّم القوات العراقية براً نحو جانب من الحدود مع تركيا، واقتطاع المزيد من النفوذ الذي كان يحوزه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، جاء لافتاً اللقاء الذي جرى في العاصمة الألمانية برلين، بين شقيق مسعود، دلشاد البرزاني، وبرلماني إسرائيلي، بحضور رئيس «منظمة كيفا إنترناشيونال للصداقة الكردستانية الإسرائيلية» بختيار إبراهيم، ومن يمكن وصفه بـ«سمسار صفقات المخابرات الإسرائيلية في سوريا»، منذر الصفدي، المعروف بـ«مندي الصفدي».
ونشر موقع «كورد نامه ــ المنبر الحر» صوراً للقاء، مشيراً إلى أنّ الصفدي الذي يصف نفسه بأنه «رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية والأبحاث الدولية العامة في تل أبيب»، هو المنظم، وقد افتتح الجلسة، بكلمة تصف ما يجري بـ«التاريخي».
ونقل الموقع عن الصفدي قوله إنّ هذا اللقاء «سيُسطِّره التاريخ... إذ قد يُزعج أعداءنا، لكنه سيكون خطوة مهمة لتحقيق إرادة الشعب الكردي وحقه بالاستقلال». وأضاف: «من هذا المنبر، نُعلن دعمنا شعباً وقيادةً (في إسرائيل) لحقكم التاريخي بالاستقلال، وسوف نرسم خطوات التعاون لفك الحصار الجوي والعدوان على كردستان، وربما إقامة سفارات أو مكاتب تنسيق بين الدولتين، وما نحن إلا جسر الأخوة والصداقة بين الشعبين».
ومعروف أنّ الصفدي، ابن الجولان المحتل، عمل في السنوات الماضية على إقامة روابط بين المخابرات الإسرائيلية وأطراف في الجماعات المسلحة في الجنوب السوري. وسبق أن نشرت «الأخبار» (العدد ٢٦٣٦) تقريراً عن تمكّن «قراصنة من الوصول إلى أجهزة كومبيوتر تعود إلى موظفين أمنيين في كيان العدو الإسرائيلي، بينهم أحد العاملين (سابقاً) في مكتب متصل برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو منذر الصفدي، أبرز الناشطين في الملف السوري».

دلشاد البرزاني: صداقتنا مع
إسرائيل لم تبدأ اليوم
ولن تنتهي غداً
وفي ملفات أخرى، يحاول الصفدي الذي يقول علناً إنّه ينتمي إلى حزب «الليكود»، إيجاد مكان وأدوار له في سياسات التقارب الجديدة بين إسرائيل وعدد من الدول (بينها أخيراً أذربيجان المحاذية للحدود الشمالية لإيران).
عضو الكنيست أكرم حسون، وهو عربي فلسطيني، لكنّه ينتمي إلى أحزاب صهيونية (كولانو وقبله كاديما)، وصف بدوره اللقاء بأنّه «تاريخي»، مكرراً «دعمنا حكومةً وشعباً لحق كردستان بالاستقلال، إذ لا يمكن أيَّ عدوان أن يُشوِّه التاريخ وتاريخكم عريق، ولا يمكن أحداً أن يقف بوجه إرادة شعبكم». وتوجّه حسون إلى البرزاني قائلاً: «نحن سنقف بجانبكم لإفشال المخطط الفارسي الإيراني للتمدد وإكمال الهلال الشيعي كما تخطط ملالة إيران. سنكون لهم بالمرصاد، وسنحثّ الدول الصديقة على التدخل لمنع التمدد الإيراني، وإجهاض مخططه الاستعماري، وسنمنعه من تحقيق حلمه بتدمير إسرائيل وكردستان»، وذلك دون الإشارة إلى أيّ دور تركي في مسار تطورات شمال العراق.
وخلال اللقاء الذي «استمر لساعتين»، أعلن دلشاد البرزاني أمام الحاضرين أنّ «صداقتنا (أي مع إسرائيل) لم تبدأ اليوم ولن تنتهي غداً، فلنا تاريخ قديم ومشترك لن نسمح لأحد بتشويهه، والتنسيق بين القدس وأربيل ليس سراً، ويسعدنا أنّكم على العهد باقون». وأضاف البرزاني الذي يمثّل الحكومة المحلية في أربيل في ألمانيا: «كان طلبنا، ولا يزال، أن يعود هذا الشعب (الكردي) ليبني بيتاً بدياره... خذلتنا أميركا والدول الحرّة بصمتها». وفي السياق نفسه، اتهم «الحشد الشعبي» باستعمال «أسلحة أميركية ضد أربيل».
(الأخبار)