في وقت كانت فيه جامعة الدول العربية تجدد إدانتها لـ«التدخلات الإيرانية في الدول العربية... وتقويضها للأمن والسلم العربي»، وتهاجم حركة «أنصار الله»، «الميليشيا غير الشرعية» التي «استهدفت عاصمة عربية (الرياض) بصواريخ باليستية»، كانت الأخيرة تشنّ عشرات الغارات على مختلف المحافظات اليمنية، من بينها الجوف، حيث استشهد 10 أطفال و6 نساء على الأقل.
بعد أكثر من عامين ونصف عام من بدء القصف السعودي على اليمن، وتزامناً مع تصاعد الأصوات المحذرة من «أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة، وضحاياها بالملايين» نتيجة الحصار الجوي والبحري والبري الذي تفرضه الرياض على البلد العربي الأشد فقراً، خرج الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ليندد بـ«سلسلة طالت من التجاوزات والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية وممارسة التخريب ونشر الفتنة»، واصفاً الصاروخ الباليستي «الإيراني الصُنع... الذي أطلقته ميليشيا يمنية» واستهدف «مطار الملك خالد» في الرياض، بأنه «تهديد خطير لا ينبغي أبداً أن نتعامل معه كأمر عادي».
ولكن صدى التصريحات العربية لم يصل إلى اليمن، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الغارات «العربية» التي شُنّت على شعب لم تشفع له «عروبته» في منع وحشية طائرات تحالف العدوان، الذي ارتكب أمس مجزرة جديدة في محافظة الجوف، تضاف إلى سلسلة من المجازر التي راح ضحيتها أكثر من 12 ألف مدني يمني.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، التابعة لـ«أنصار الله»، عن مصادر محلية، أن «طيران العدوان شنّ غارة على منزل المواطن عبدالله مسفر النوفي في مديرية المصلوب، راح ضحيتها 10 أطفال و6 نساء»، مضيفة أن «الضحايا من أسرة محمد النوفي، ومن أسرة محمد السلال... والأسرتان كانتا تتناولان وجبة الغداء في منزل الأول».
والغارة هي واحدة من بين «31 غارة» شنّها العدوان على محافظات تعز، حجة، صنعاء، صعدة، ونجران، أمس، وفق «سبأ»، التي قالت إن «القصف طال الأحياء السكنية وممتلكات المواطنين».
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه الرياض فرض حصار خانق على المنافذ البرية والبحرية والجوية في اليمن، لا سيما على ميناء الحديدة الحيوي في المحافظة الساحلية، حيث خرجت أمس مسيرة جماهيرية حاشدة تنديداً بتصعيد العدوان وإغلاق الميناء، حمل فيها المشاركون اللافتات التي وصفت الحصار بأنه «إعدام وإبادة جماعية للشعب اليمني».
(الأخبار)