انعكست تأكيدات دمشق وحلفائها على مواصلة مهمات «مكافحة الإرهاب»، على الرغم من أفول نفوذ تنظيم «داعش» خلال العام الماضي، على المشهد الميداني في مطلع العام الجديد. فمع وقف العمليات العسكرية في محيط بيت جن، جنوب غرب ريف دمشق، لمصلحة تنفيذ اتفاق تسوية، وتواصل عمليات الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، عادت جبهات غوطة دمشق الشرقية بدورها إلى الاشتعال. وبقيت جبهة الجنوب، في درعا والقنيطرة، ملتزمة حدود التهدئة التي أقرها اتفاق «تخفيف التصعيد» الروسي ــ الأميركي.
النشاط العسكري في الغوطة الشرقية تصاعد بعد هجوم عنيف شنته عدة فصائل مسلحة، أبرزها «حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام» و«هيئة تحرير الشام»، على منطقة إدارة المركبات بين حرستا وعربين، شمال شرق دمشق العاصمة. وتمكنت خلال يوم الهجوم الأول، الذي تخلله هجوم انتحاري من اختراق المنطقة على جانبي طريق حرستا وعربين، والتي تعد خط الإمداد لقوات الجيش داخل إدارة المركبات. وتمكن الجيش من احتواء الهجوم برغم الخسائر التي وقعت في صفوفه، ليعود ويستجلب تعزيزات إلى المنطقة لوقف تمدد المسلحين. وخلال اليومين الماضيين دعّم الجيش خطوط دفاعه في محيط قسم الشرطة ومبنى محافظة ريف دمشق، وتمكن بدعم من سلاحي الجو والمدفعية، من الحد من زخم الهجوم، وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين. ومن المنتظر أن يكثف الجيش من عملياته لضمان عدم سقوط الإدارة في يد الفصائل المسلحة، خاصة أنها صمدت في وجه أكثر من 4 هجمات سابقة خلال الأعوام الخمسة الماضية.

شكلت الفصائل
المسلحة في إدلب «غرفة عمليات مشتركة»


وفي موازاة المعارك على جبهة الغوطة، تابع الجيش هجومه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتمكنت قواته من السيطرة على عدد من القرى والبلدات في محيط قرية أبو دالي، وباتجاه الشمال والغرب، وأبرزها أم الخلاخيل وخوين كبير والزرزور ورسم شم الهوى ونيحة والمشرف، قليعات طويبية في ريف حماه الشمالي الشرقي. وفتح الجيش أمس، محوراً جديداً نحو الشمال الشرقي، باتجاه بلدة سنجار، التي تعد نقطة ربط مهمة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وبالتوازي، وصلت قواته إلى مشارف قريتي سكيك والتمانعة، اللتين تبعدان كيلومترات قليلة عن بلدة خان شيخون. وكان الجيش قد استعاد السبت الماضي السيطرة على بلدات وقرى عطشان والحمدانية والسلومية وأبو عمر والناصرية، وهو ما أتاح التقدم شمالاً. وكثف سلاح الجو من غاراته على قرى ريفي حماه وإدلب المتاخمة لخطوط القتال، في وقت أفادت فيه وسائل إعلام معارضة بتشكيل «غرفة عمليات مشتركة» للفصائل العاملة في إدلب ومحيطها، وتهدف إلى تحديد جبهات عمل كل من تلك الفصائل. ويأتي هذا التطور بعد وقت قصير من إعلان تفاهم يجمع بين «هيئة تحرير الشام» وعدد من الفصائل التي سبق أن اقتتلت معها، مثل «حركة أحرار الشام» و«حركة نور الدين الزنكي». وأشارت مصادر معارضة إلى أن الفصيلين يشاركان في المعارك مع «تحرير الشام» ضد الجيش السوري، إلى جانب كل من «الحزب الإسلامي التركستاني» و«جيش النصر» و«جيش العزة» وعدة فصائل أخرى. وفي ريف دمشق الجنوبي الغربي، دخل الجيش إلى منطقة التلال الحمر، الواقعة شمال بلدة حضر، على الطريق نحو بلدة بيت جن. وشكلت تلك التلال نقطة هجوم متكرر، على بلدة حضر، بهدف كسر حصار الجيش المفروض على منطقة بيت جن، نظراً إلى موقعها الاستراتيجي بين قرى جبل الشيخ ومنطقتي جباتا الخشب وحضر. ومن المنتظر أن يستكمل خروج المسلحين والمدنيين الراغبين في مغادرة بيت جن وفق اتفاق التسوية. وفي موازاة التطورات الميدانية، أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس بشار الأسد، أمس، كلٌّ من العماد علي عبد الله أيوب، كوزير للدفاع، ومحمد مازن يوسف وزيراً للصناعة وعماد سارة وزيراً للإعلام.