لقي مقتل المستوطن الإسرائيلي رازيئيل شيباح، غربي نابلس، شمال الضفة المحتلة، على يد المقاومة الفلسطينية، ليل أمس، أصداء واسعة بين المستوطنين، وشكل مناسبة لإطلاق مواقف سياسية من عدد من القيادات الإسرائيلية من أجل التعبير عن خياراتهم إزاء الفلسطينيين، وعن وقوفهم إلى جانب المستوطنين في الضفة. مع ذلك، لم تخرج حتى الآن ردود الفعل الميدانية والسياسية عن دائرة المتوقع والسقف التقليدي. فعلى المستوى العملي، أجرت قوات الجيش عمليات تفتيش واسعة في المنطقة، وزار رئيس أركان الجيش غادي ايزنكوت، برفقة العديد من القادة العسكريين، مكان العملية، حيث تلقى تقريراً عما حدث، وعن إجراءات الجيش. كما أمر قائد المنطقة الوسطى الجنرال روني نوما، بإجراء عمليات تشمل الداخلين والخارجين من نابلس.
على المستوى السياسي، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن «قوات الأمن ستبذل كل ما يمكن من أجل الوصول إلى القاتل المقيت، ودولة إسرائيل ستعاقبه». كذلك، حاول وزير الأمن افيغدور ليبرمان، انتهاج الرد المنضبط عبر تفعيل ما سماه سياسة «العصا والجزرة»، وطرد عائلات منفذي العمليات وتدمير منازلها.

من جهة ثانية، شكلت جنازة المستوطن فرصة لعدد من القيادات اليمينية للتعبير عن عواطفهم ومواقفهم تجاه المستوطنين، إذ شارك في المراسم رئيس حزب «البيت اليهودي» ووزير المعارف نفتالي بينيت، ووزير الزراعة أوري أرئيل، والوزير السابق إيلي يشاي. ودعا بينيت إلى «تعزيز الاستيطان وإنجاب المزيد من الأولاد» رداً على عملية إطلاق النار. كما دعا ارئيل إلى «قتل فلسطينيين أكثر وإيقاع جرحى أكثر»، مضيفاً أنه «حان الوقت لقتل فلسطينيين في غارات الجيش على قطاع غزة». وذكر أنه منذ شهور لا يسقط قتلى فلسطينيون في غارات سلاح الجو، لذا «بات الوقت ملائماً لإسقاط قتلى وجرحى منهم».
كذلك، دعا رئيس المجلس الاستيطاني «شومرون»، يوسي دغان، الحكومة الإسرائيلية إلى الاعتراف الكامل بالبؤرة الاستيطانية كمستوطنة في إسرائيل. وطالب ليبرمان بالتصديق على بناء ألف وحدة سكنية في «حفات غلعاد»، فيما أطلق المستوطنون، ممن يعرفون بـ«شبيبة التلال»، هتافات تدعو إلى الانتقام من الفلسطينيين.
أما السفير الأميركي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، فدعا إلى شجب العملية، وتوقف عند مباركة حركة «حماس» لها و«كون السلطة تزود المقاومين الفلسطينيين بالمكافآت المالية»، معتبراً أن هذا كافٍ لمعرفة لماذا لم يتحقق السلام. لكن فريدمان لم يتحدث عن أي أسباب لهذه العملية تتعلق بأصل الاحتلال وإجراءات القمع الإسرائيلي والتوسع الاستيطاني في الضفة والقدس.
(الأخبار)