لا تقتصر عملية تطوير القدرات الصاروخية اليمنية على الإمكانات المتوافرة لدى الجيش واللجان الشعبية على الجانب البري من المعركة، بل تشمل كذلك الجانبين الجوي والبحري اللذين يشهدان هما أيضاً عملاً مكثفاً بدأ يثمر بوضوح خلال الفترة القصيرة الماضية. إثمار تجلّت آخر مظاهره في مطلع العام الحالي، مع إعلان قوات الدفاع الجوي «إدخال منظومة صواريخ أرض ــ جو جديدة، مطورة محلياً بخبرات وكفاءات وطنية بحتة» إلى ميدان المعركة.
هذه المنظومة هي التي تمكنت، في 8 كانون الثاني/ يناير الجاري، من إصابة طائرة تابعة لـ«التحالف» من نوع «F 15» في سماء العاصمة صنعاء، وكذلك من إسقاط طائرة «تورنيدو» تابعة لـ«التحالف» أيضاً في مديرية كتاف في محافظة صعدة في السابع من الشهر نفسه. ويوم أمس، أسقطت الدفاعات الجوية اليمنية طائرة استطلاع تابعة لـ«التحالف» في مديرية حريب القراميش في محافظة مأرب، بعد أقل من شهر على إسقاطها طائرة مماثلة في مديرية حرض في محافظة حجة. وتأتي تلك التطورات تتويجاً لـ«جهود بُذلت على المستويات كافة، حتى تتحقق القدرة الوطنية الواجب امتلاكها»، على الرغم من تعرض وحدة الدفاع الجوي اليمنية لـ«التدمير ومحاولة إخراجها عن الخدمة»، بحسب بيان للقوات الجوية صدر في التاسع من الشهر الحالي.
ولم تظهر نتائج الجهود المشار إليها، أول ما ظهرت، في العام الحالي، بل إن العام الماضي شهد أيضاً سلسلة محطات أفصحت عن مساعي القوات اليمنية المكثفة إلى «امتلاك سلاح جوي وقدرات دفاعية رادعة». في الـ 20 من شهر أيار/ مايو 2017، أماطت «أنصار الله» اللثام عن منظومة دفاع جوي جديدة «تمتلك حساسية استشعار عالية في تعاملها مع الطيران»، كاشفة أنه تم تجريب تلك المنظومة في فجر اليوم نفسه عبر إسقاط طائرة «F 15» تابعة لـ«التحالف» في نجران. سبق ذلك بحوالى 3 أشهر إسقاط طائرة من نوع «F 16» في نجران أيضاً. حادثتان تشكلان بعضاً مما يزيد على 20 حادثة سُجلت السنة الفائتة، أسقطت خلالها القوات اليمنية 29 طائرة تابعة لـ«التحالف»، بينها «تايفون» و«بلاك هوك»، فضلاً عن 19 طائرة استطلاع بحسب تقرير نشره الإعلام الحربي التابع لـ«أنصار الله».
على مستوى قدرات القوات البحرية، كشفت قوات الدفاع الساحلي، في السادس من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عن منظومة صواريخ بحرية محلية الصنع، تحمل اسم «مندب»، وتمتاز بـ«دقتها العالية في إصابة الهدف». هذه المنظومة يبدو أن الجيش واللجان الشعبية يذخرانها لأي تطورات دراماتيكية على الساحل الغربي، من قبيل اقتراب الخطر من مدينة الحديدة ومينائها. ولعلّ هذا ما يفسر تهديدات المسؤولين اليمنيين المتكررة باستهداف السفن التابعة لـ«التحالف»، وتعطيل الملاحة الدولية، في حال الإصرار على مساعي إسقاط المدينة التي تدخل عبرها معظم الواردات الغذائية إلى اليمن. وكانت القوات اليمنية قد تمكنت من إيصال غير رسالة رادعة على هذا الصعيد، سُجّل أبرزها في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2016، عندما استُهدفت سفينة حربية إماراتية من طراز «سويفت»، أثناء محاولتها التقدم باتجاه سواحل المخا، بصاروخ من نوع «C - 802»، أسفر ــ وفق ما ذكرت مصادر عسكرية يمنية حينها ــ عن مصرع 22 جندياً كانوا على متن السفينة.
(الأخبار)