يستعد العدوان لشنّ هجوم على محافظة تعز، في محاولةٍ لتثبيت سيطرته على أجزاء واسعة من عدن، بواسطة القوات المسلحة الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي. غارات مكثفة شنّتها طائرات العدوان على مناطق تعز ليل أمس، ترافقت مع تجمعات كبيرة للمسلحين وعناصر «القاعدة» في منطقة الزيلعي التي تبعد عن تعز 20 كلم، حيث تشير المعطيات إلى أن هذا التجمع يمهّد للهجوم على مديرية صالة وحي الجحملية في المحافظة.
حركة الطيران غير المسبوقة التي شهدتها المحافظة تشي، بحسب مصادر محلية، بالإعداد لحدثٍ كبير. واستهدفت الغارات القطاع الساحلي لتعز ومناطق عدة في المخاء التي شهدت استهدافاً مكثفاً للدفاعات الجوية على سواحل المدينة إلى جانب منطقتي ذباب والمندب. وعلمت «الأخبار» أن قوات العدوان تعدّ لإنزال من الساحل (جهة المخاء) إلى تعز، وهو الأسلوب نفسه الذي استخدمته قبيل شنّ الهجوم على عدن، لمساندة قوات هادي.
وشنّ العدوان ليل أمس 9 غارات على محيط محطة توليد الكهرباء في المخاء، حيث استهدفت 200 وحدة سكنية مخصصة لمهندسي المحطة، قبل أن تستهدف الغارات الجوية فرق الإسعاف التي هرعت إلى المدينة السكنية بعد القصف المكثف. ولم يتسنَّ تحديد عدد الضحايا.

في المقابل، تشهد أوساط الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» استنفاراً واسعاً في مواقعهم في المحافظة، استعداداً لجميع الاحتمالات، وانتظاراً للمعركة الوشيكة للسيطرة على تعز. ويتمركز المسلحون حالياً في حي الروضة ومدخل شرعب وحي الجمهوري والأحياء السكنية في وسط تعز المدينة، في شارع جمال وشارع «26 سبتمبر»، وفي المدينة القديمة وباب موسى وباب الكبير، وكذلك على المدخل الغربي للمدينة.
وفي وقتٍ تستمر فيه المعارك في عدن بالتزامن مع القصف الجوي للطائرات السعودية، أكد مصدر أمني في عدن لـ«الأخبار» أن منطقة المنصورة في عدن تشهد مواجهات عنيفة بعدما تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة على بعض المناطق فيها، الأمر الذي دفع طائرات العدوان إلى قصف أجزاء منها، بعدما كانت في منأى عن الضربات الجوية. وتعدّ السيطرة على المنصورة مدخلاً إلى البريقة، التي تُعدّ الثغرة الرئيسية في عدن اليوم، إذ إن الإمداد للمسلحين يتدفق منها.
ووفقاً للمصدر الأمني، وقعت اشتباكات أمس بين أنصار «الحراك الجنوبي» وبين المسلحين الداعمين لهادي وبين عناصر «القاعدة» في خور مكسر في عدن. ورأى المصدر الأمني أن ذلك يأتي مؤشراً على الخلافات العميقة التي بدأت تخرج إلى الواجهة بين الفصائل المقاتلة ضد الجيش و«اللجان الشعبية»، والذي قد يتطور إلى قتال أوسع. من جهةٍ أخرى، شهدت صنعاء يوم أمس تظاهرات حاشدة وصفت بغير المسبوقة، بالنظر إلى الأعداد التي احتشدت في أحد ميادين العاصمة. وندّدت التظاهرة باستمرار العدوان وبالجرائم التي يرتكبها، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان. وأعلنت التظاهرة تأييدها لـ«الخيارات الاستراتيجية» التي كانت «أنصار الله» قد لوّحت بها سابقاً.
(الأخبار)