تراجعٌ متسارع لمقاتلي «داعش» في الحسكة، سببه تقدّم وحدات الجيش السوري في مناطق سيطرة التنظيم جنوب المدينة. المشهد، بحسب مصادر متابعة، بات محسوماً للجيش الذي نجح خلال الساعات الأخيرة بتثبيت سيطرته على معظم الجبهات الساخنة في المدينة، فيما كانت حصيلة خسائر التنظيم ترتفع بشكلٍ كبير، في ظل سقوط تحصيناته تباعاً، ولا سيما في حي الزهور الذي بسط فيه الجيش سيطرته على المدينة الرياضية ودار الثقافة، وتواصل تقدمه حتى الأطراف الجنوبية من المدينة، ولا سيما في منطقة الرصافة.
وفيما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن مقاتلي «وحدات «حماية الشعب» الكردية قد نجحت في السيطرة على أجزاء جديدة من المحافظة، يكون «داعش» قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب الكامل من المدينة، بالتوازي مع عودة الأهالي إلى أحياء النشوة الشرقية والليلية بعد سيطرة الجيش عليها.
في موازاة ذلك لم تجد وسائل الإعلام الإلكتروني التابعة إلى تنظيم «داعش» مناصاً من الاعتراف بالتراجع في ريف حمص الشرقي يوم أمس، فكان خط الدفاع الأخير لها هو التهويل في حجم التجهيزات التي حضرها الجيش لخوض هذه المعركة التي نجحت فيها وحدات الجيش بالتقدم في اتجاه مثلث تدمر، بعد السيطرة على منطقة الصوامع ومحيطها بعمق خمسة كيلومترات، واستكمال التقدم باتجاه مدينة تدمر والسيطرة على جزء من سلسلة الجبال التدمرية جنوب غرب المدينة، في ظل هروب عشرات العناصر من المدينة مع آلياتهم.
في سياقٍ مواز، وبالتوازي مع تقدم الجيش والمقاومة اللبنانية في مدينة الزبداني، شهدت بلدتا قدسيا والهامة (الريف الغربي لدمشق أيضاً) تصعيداً جديداً تمثل في ارتفاع حالة الاحتقان في أوساط المدنيين بعد إغلاق طرقات قدسيا لليوم الخامس على التوالي، إثر عملية اختطاف أحد العسكريين السوريين قام بها مسلحو قدسيا أول من أمس. هذا الاحتقان ترجمه الأهالي بتظاهرات كبيرة طالبت المسلحين بالإفراج عن الجندي المختطف، وبوفودٍ أهلية طلبت من حواجز الجيش فتح الطريق أمام أبناء البلدتين.
وفيما تواصلت استهدافات الجيش السوري لمواقع «فيلق الرحمن» في مدينة جوبر، تعيش العاصمة السورية انقطاعاً كبيراً في التيار الكهربائي، وصلت ساعات التقنين فيه إلى أكثر من 16 ساعة في اليوم. وفي هذا الصدد، أصدرت وزارة الكهرباء السورية بياناً أكدت فيه أن «هذه الحالة لفترة محدودة، وناتجة من الاعتداءات الإرهابية على القطاع الكهربائي، وستُعالَج الأعطال خلال الأيام القليلة الماضية».
وفي سياقٍ آخر، قتل وجرح العشرات من مسلحي قرية بنش (الريف الشمالي لإدلب) خلال تفخيخهم لإحدى السيارات في مدرسة القرية تحضيراً لارسالها لبلدة الفوعة المحاصرة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في البناء، ارتفعت بعدها حصيلة خسائر المسلحين بعد استهداف سلاح الجو السوري لتجمعاتهم في القرية. وفيما يتقدم الجيش السوري باتجاه دوار الإصلاح في قرية الجفرة بدير الزور، تخوض وحداته معارك عنيفة في جبل ثردة ومحيط مطار دير الزور وحويجة المريعية وحويجة صكر، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم.
إلى ذلك، استهدف سلاح الجو السوري مواقع عديدة للمعارضة المسلحة في كل من ضهر القرعة وبلدتي معرستة وماير في الريف الشمالي لمحافظة حلب، وذلك في سياق الرد على اعتداءات المسلحين بالقذائف الصاروخية على مدينتي نبل والزهراء، ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين بينهم أطفال، وإصابة عددٍ آخر. وفيما صدَّت وحدات الجيش هجوماً عنيفاً للمسلحين على محور تجمع المدارس والمؤسسة الاستهلاكية في القسم الجنوبي الشرقي من محافظة درعا، نشر «جيش الفتح - المنطقة الجنوبية» يوم أمس بياناً أكد فيه أن المعركة «ضد جماعة شهداء اليرموك مستمرة لاستئصال هذه الشرذمة المفسدة وكل من يناصرهم».