على هامش زيارته التي وصفت بـ«التاريخية» لليونان، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الرئيس السوداني عمر البشير، وافق على إعادة تركيا ترميم جزيرة «سواكن» التاريخية، التي كانت تُعَدّ أحد أبرز المراكز السياسية والاقتصادية للدولة العثمانية في الشرق الأوسط، وتضم ميناء سواكن المهم. واللافت أن أردوغان كان قد استخدم إلى جانب ذلك مصطلح «تخصيص»، الذي يفهم منه أن السودان وافق على أن تكون الجزيرة تحت تصرف تركيا وإدارتها لفترة غير محددة أو معلنة، وهو الأمر الذي أثار مخاوف عربية.
وقد استندت هذه المخاوف إلى احتمالية أن يكون الحديث عن «تخصيص» الجزيرة وإعادة ترميم الآثار العثمانية فيها ليس إلا مقدمة للتأسيس لنفوذ تركي يُعدّ له أردوغان في السودان، يُتوقع أن يتوج خلال الفترة المقبلة بإعلان بناء قاعدة عسكرية تركية في هذا البلد، خاصة أنه في حال حصول ذلك، يكون السودان ثالث بلد عربي في الشرق الأوسط يحتضن قاعدة عسكرية تركية، وذلك بعد أن أقام الجيش التركي قاعدة عسكرية في الصومال تطل على خليج عدن الاستراتيجي، وقاعدة عسكرية في قطر تطل على الخليج العربي، فيما ستكون القاعدة العسكرية التركية في السودان ـ في حال إنشائها ــ تطل على البحر الأحمر الاستراتيجي.
إلا أن سرعان ما نفى الجانب التركي هذا الاحتمال، معلِّلا بأن حدود الجزيرة وموقعها الجغرافي الطبيعي ذا المساحة المحدودة، لا تسمح بإقامة منطقة عسكرية عليها، وفق ما كشف نائب رئيس الوزراء التركي، هاكان جاويش أوغلو، أمس.

تمتلك تركيا قاعدتين عسكريتين في بلدين عربيين


وعقب لقاء جاويش أوغلو برئيس الوزراء السوداني، بكري حسن صالح، ووزير الخارجية، إبراهيم غندور، في العاصمة الخرطوم التي وصلها أمس في زيارة رسمية تستغرق يومين، قال نائب رئيس الوزراء التركي إن ما يثيره البعض من أقوال «الهدف منها إفساد العلاقات بين البلدين (السودان وتركيا)، ونحن لا نريد أن نقول ذلك، لكن هذا ما يبدو لنا»، مضيفاً أن البرامج والمشاريع التي تنفذها وكالة التعاون والتنسيق التركية تيكا في سواكن، «تسير بسرعة وعلى قدم وساق...جئنا للوقوف على تلك المشاريع ومتابعتها».
وأوضح جاويش أغلو أن «جزيرة سواكن من الآثار التاريخية القديمة والعريقة والمهمة، ونعمل على إعادة سواكن من خلال المشاريع التي تُنفذ فيها، لتكون قبلة كما كانت عليه في تاريخها القديم، ولتكون بمنظر جذاب لإحياء الروح التاريخية»، لافتاً إلى أنه خلال الأيام الماضية، «جاء وفد ضم أكثر من 20 شخصاً من تركيا، بينهم مهندسون وفنيون، زاروا سواكن ووضعوا لنا خريطة طريق وخطط المشاريع التي ينبغي تنفيذها».
وعلى صعيد العلاقات العسكرية بين البلدين، أوضح نائب رئيس الوزراء التركي، قائلاً إنه «لا نستطيع أن ننظر إلى العلاقات المشتركة، ونقول إنها في مجال واحد، فعلاقاتنا ممتدة إلى كافة المجالات، الاقتصادية السياسية، والتعاون العسكري وارد وتحت التقييم»، معلناً أنه سيُعقَد اجتماع في تركيا نهاية آذار المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات السودانية ــ التركية تطورت خلال العقدين الماضيين، وتحديداً منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا.
(الأخبار)