مستكملاً جولاته الانتخابية على مختلف المحافظات، كان لافتاً أمس، زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لمحافظات «إقليم كردستان» (السليمانية، ومن ثم العاصمة أربيل)، حيث كان في استقباله أمس رئيس وزراء «الإقليم» نيجرفان البرزاني. «إطار الزيارة انتخابيٌّ فقط»، تقول مصادر العبادي، التي تؤكّد في حديثها إلى «الأخبار» أن العبادي سيزور جميع المحافظات قبيل إجراء الانتخابات في 12 أيار الجاري، خصوصاً أن «إئتلاف النصر» يخوض الغمار الانتخابي في كل المحافظات من دون أي استثناء. ولأن الزيارة «المفاجئة» محدودةً في إطارٍ انتخابي، فلقاء العبادي ــ البرزاني، كان لازماً لجهة البروتوكول المعتمد، إذ لم يتطرّق الطرفان، وفق معلومات «الأخبار» إلى أي موضوعٍ سياسي، نظراً إلى توتر العلاقات الثنائية بين بغداد وأربيل، منذ إجراء الأخيرة استفتاءً للانفصال عن العراق (أيلول 2017)، وما تلاها من عمليات عسكرية لاستعادة المناطق المتنازع عليها مع «الإقليم».وأكّد العبادي لدى وصوله إلى أربيل أن «كل الخلافات قابلة للحل بين جميع أطراف البلد الواحد، ضمن إطار القانون والدستور»، لافتاً إلى أننا «نمتلك أطروحة عراقية وطنية لإدارة البلاد من أجل تقدّمها». وأشار إلى أن مشروعه «بناء كتلة عابرة للطائفية والقومية، لذلك تتواجد قائمة النصر في 18 محافظة»، معتبراً أن «وجود قائمة النصر في السليمانية، لأننا نؤمن بعراق ديموقراطي متعدد». وخلال إعلانه لائحته الانتخابية في أربيل، قال إننا «اليوم تحت خيمة العراق، وأيُّ واحدٍ يريد أن ينفصل فهناك ضباع تتربص به»، مضيفاً أن «الإخوّة الكردية العربية دائمة ومستمرة، أبطال البيشمركة والجيش العراقي واجهوا داعش معاً، وتقاسموا المعاناة لتحقيق النصر». وتابع: «نحن في أمس الحاجة لهذه الوحدة، النزاع والفرقة ورفض الآخر منهج غير سليم. نحن نقوى باجتماعنا».
انتخابياً، أكد وكيل المرجعية الدينية العليا حامد الخفاف، أنه «من المتوقّع أن تعلّق المرجعية العليا على موضوع الانتخابات خلال الأيام المقبلة»، وذلك بعد أن أوردت «الأخبار» أمس، عن أوساط سياسية عراقية، أن المرجعية عازمة على «توضيح رؤيتها حول الانتخابات في الأسبوع المقبل، عبر بيانٍ مفصّل، ليكون بمثابة خريطة طريقٍ للناخبين». وسبق تصريح الخفاف، أمس، هجوماً للمتحدث باسم زعيم «التيّار الصدري» مقتدى الصدر، صلاح العبيدي، نفى فيه ما نشرته «الأخبار» حول صدور بيانٍ في الأسبوع المقبل للمرجعية، واصفاً ذلك بـ «الخبر العار عن الصحة، ولا أساس له»، داعياً الصحيفة إلى «ذكر مصدر الخبر». لكن العبيدي استكمل هجومه، متخذاً مساراً آخر لا يرتبط بما ذكر في تقرير الأمس، فاعتبر أن «صحيفة الأخبار اللبنانية، في الآونة الأخيرة، بدأت تروّج للكثير من الأخبار غير الصحيحة التي افقدتها صدقيتها»، لافتاً إلى أن «هذه الآلية في عمل الصحيفة بدأت بعد زيارة الصدر إلى المملكة العربية السعودية».
وفي سياقٍ منفصل، كشف عضو «مجلس المفوضين» حازم الرديني، الخميس، عن آليات الاقتراع التي ستتبع يوم الاقتراع، مشدّداً أن «أي ناخب لا يمتلك بطاقة اقتراع، لن يُسمح له بالتصويت»، داعياً الناخبين لاستلام بطاقاتهم الجديدة للمشاركة في العملية الانتخابية. وعن المرحلة التي تلي اختيار الناخب للكيان والشخصية بورقة الاقتراع، أوضح الرديني، أن «الناخب سيقوم بعدها بوضع ورقة الاقتراع في جهاز العدّ والفرز الإلكتروني كي تتم عملية العد والفرز تلقائيّاً، فيما تعلن النتائج بمجرد انتهاء عملية التصويت»، في نهاية اليوم، متوقعاً أن يكون إعلان نتائج الانتخابات لكافة أنحاء العراق بعد يومين من انتهاء عملية الاقتراع.