واشنطن: سنضمن وجود بصمة قوية ودائمة في سوريا تمنع عودة «داعش»
هذا التعثر في جزء من «اتفاق اليرموك»، تزامن مع تعطّل اتفاق آخر كان يسير في طريقه إلى التنفيذ، في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي. وبعدما نقلت غالبية المصادر المتابعة للمفاوضات الجارية بين ممثلي الفصائل المسلحة والجانب الروسي، عن التوافق حول بنود التسوية المفترضة، عاد التوتر مساء أمس، وأطلق المسلحون عدداً من القذائف الصاروخية على أحياء مدينة حمص، في إشارة واضحة إلى رفض الاتفاق. ومرّت المحادثات الخاصة بهذه المنطقة ــ التي امتدت لفترة طويلة ــ بعقبات كثيرة، حاولت خلالها الفصائل الدخول تحت المظلة التركية، في رهان على البقاء بكامل السلاح في المنطقة من دون مغادرتها إلى الشمال. وحتى أمس، عاد الوفد المفاوض عن الجانب المسلّح بعرض ــ قوبل برفض من الجانب الروسي ــ يتضمن فتح الطريق الدولي ووقف إطلاق النار وبقاء الفصائل مع سلاحها هناك. وبينما أبدى ممثلو منطقتي الرستن والدار الكبيرة، قبولاً بالعرض الروسي المقابل، رفضته الفصائل الناشطة في محيط الحولة، ووجهت فاعليات تركمانية في المنطقة دعوة إلى تركيا للتدخل وتأمين تغطية للمنطقة بالتنسيق مع موسكو. وفي السياق، شهد أمس اتصالاً بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، تمحور حول الوضع في ريف حمص الشمالي. غير أن جاويش أوغلو أوضح في تصريحات لصحيفة «حرييت» التركية، أن بلاده لم تطرح وساطة بين الفصائل المسلحة هناك والجانب الروسي، لكون المنطقة غير خاضعة لاتفاقات خفض التصعيد ضمن صيغة محادثات أستانا. ولكنه أشار إلى أنه طرح التصور التركي لحل ملف تلك المنطقة، والذي يتضمن الحفاظ على التسوية وضمان عدم انهيارها. وأورد عدد من الناشطين المعارضين أمس، أن الفصائل الرافضة لعملية المصالحة أعلنت اجتماعها تحت مسمى «جيش الصحابة» للعمل على القتال ضد الجانبين الحكومي والروسي، على حد تعبيرهم.
أما في الشرق السوري، فيتابع «التحالف الدولي» عمليات القصف الجوية على بلدات في ريف دير الزور الشرقي، ضمن التحرك الذي أُعلن ضد «داعش» في وادي الفرات وعلى الحدود العراقية. وتركز قصف «التحالف» على بلدات ريف الحسكة الجنوبي، وسبّب أول أمس سقوط 25 مدنياً في قرية الفاضل. وتأتي تلك العمليات بعد بيان لوزارة الخارجية الأميركية، أكد أن الولايات المتحدة «ستضمن وجود بصمة قوية ودائمة في سوريا بحيث لا يتمكن داعش من العودة، ولا يُستغَلّ السكان المحررون من داعش من قبل نظام الأسد أو داعميه الإيرانيين». التحرك الأميركي المستجد قوبل بردّ من وزارة الخارجية السورية، التي أكدت في رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن «استمرار التحالف بارتكاب المجازر بحق الشعب السوري... وقيامه بشكل منهجي بدعم بقايا تنظيم داعش الإرهابي والعمل على إعادة توظيفه في إطار الميليشيات الانفصالية العميلة للولايات المتحدة، إنما يؤكد أن الهدف الوحيد له هو تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية».