يبدو أن الساحل الغربي لليمن سيكون خلال الأيام المقبلة مسرحاً لمواجهات عنيفة، بعد التقدم الذي تمكنت القوات الموالية لـ«التحالف» من تحقيقه، أمس، على تلك الجبهة. تقدّمٌ سرعان ما أعقبه قيام الجيش واللجان الشعبية بالدفع بتعزيزات ضخمة إلى هناك، حيث يُتوقّع (في حال سيطرة المهاجِمين على مدينة البرح) أن يتكرّر سيناريو مدينة حيس جنوب الحديدة، عندما استطاعت قوات «التحالف» الدخول إلى المدينة من دون أن تقدر على تجاوزها، بفعل الكمائن الدامية التي نصبها لها مقاتلو «أنصار الله».وأفادت مصادر ميدانية، أمس، بأن ما تسمّى «ألوية العمالقة» السلفية الموالِية للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، مسنودةً بقوات من «المقاومة الجنوبية»، سيطرت على مفرق الوازعية غرب تعز، وتقدّمت منه باتجاه مشارف مدينة البرح، من دون أن تتمكن من دخولها، خلافاً لما روّجت له وسائل الإعلام التابعة لـ«التحالف». وتحدثت المصادر عن مواجهات عنيفة تدور بين المهاجِمين وبين قوات الجيش واللجان الشعبية، التي عمدت إلى استقدام تعزيزات كبيرة إلى المنطقة بهدف استعادة مفرق الوازعية؛ كون السيطرة عليه تمهّد لقطع خطوط الإمداد عن منطقتي الوازعية وكهبوب ومعسكرَي العمري وخالد في محافظة تعز.
وعلى رغم كثافة الغطاء الجوي الذي توفّره مقاتلات «التحالف» للمهاجِمين، إلا أنه من غير المحسوم أن يطول استقرار هؤلاء في ما بلغوه بعد سيطرتهم أول من أمس على مفرق البرح، خصوصاً أن توتراً يسود أوساطهم على خلفية التنافس بين التشكيلات السلفية وبين المقاتلين التابعين لنجل شقيق الرئيس السابق، طارق محمد عبد الله صالح. وهو توتّرٌ تجلّى، خلال الساعات الماضية، في التنازع على نَسَب «الإنجاز» المتحقّق غرباً، بعدما أبدت «ألوية العمالقة» امتعاضها من التسويق الإعلامي لقوات صالح، مُبلِغةً قيادة «التحالف» بذلك، بحسب ما أفادت به مصادر محلية «الأخبار».
دحض ظهور المشاط الأنباء عن غموض يلفّ مصيره بعد غارات صنعاء


هذا التنازع يفاقم وقعَه حجم الفاتورة البشرية التي تكبّدتها القوات المهاجِمة للسيطرة على مفرقَي المخا والوازعية، حيث تحدثت المعلومات عن وصول العشرات من جثث المقاتلين الجنوبيين على الساحل الغربي إلى مدينة عدن. ووفقاً لما أوضحته مصادر في «المقاومة الجنوبية»، فإن المعارك الأخيرة أسفرت عن مقتل قائد كتيبة في «اللواء الأول - عمالقة» و29 ضابطاً وجندياً آخرين، فضلاً عن إصابة 70 إضافيين بجروح، بعد تعرّضهم لصاروخ حراري موجّه أطلقته قوات الجيش واللجان.
خسائر انسحبت، كذلك، على الجبهة الحدودية (شمالاً)، وتحديداً منطقة عسير، التي تصدّت قوات الجيش واللجان فيها لهجوم على التباب السود قبالة منفذ علب، ما أدى إلى «مصرع وإصابة عدد كبير من مرتزقة الجيش السعودي»، طبقاً لما أفادت به مصادر عسكرية من «أنصار الله». وأشارت المصادر إلى أن الهجوم «ترافق مع أكثر من 20 غارة جوية من دون تحقيق أي تقدم». وفي صحراء البقع قبالة نجران، شنت القوات اليمنية هجوماً على مواقع المقاتلين الموالين لـ«التحالف» هناك، توازياً مع قصف مدفعي على المواقع نفسها، ما أسفر عن «مصرع وإصابة عدد منهم». أما في منطقة جيزان، فقد استهدفت القوة الصاروخية في الجيش واللجان مواقع للجيش السعودي في قزع والمصفق وجبل حجفان والمبخرة الجنوبية، «مُحقِّقةً إصابات» بحسب ما ذكرت المصادر نفسها.
على المستوى السياسي، برز اللقاء الذي جمع رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، بوزير الدفاع في حكومة الإنقاذ، محمد ناصر العاطفي، بعدما تحدثت وسائل الإعلام الموالية لـ«التحالف» عن أن مصير المشاط، ومعه رئيس «اللجنة الثورية العليا» التابعة لـ«أنصار الله»، محمد الحوثي، «لا يزال مجهولاً»، في أعقاب الغارات التي استهدفت مساء الأحد مكتب رئاسة الجمهورية في العاصمة صنعاء.