في الوقت الذي يعقد فيه «الائتلاف الوطني» المعارض جمعيته العامة في اسطنبول لبتّ مسألة المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، في ظل إصراره على عدم إمكانية أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءاً من العملية الانتقالية في سوريا، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن الولايات المتحدة منفتحة إزاء مساهمة إيرانية «مفيدة» خلال مؤتمر «جنيف 2».
وقال كيري في حديث مع الصحافيين، «نحن مسرورون بأن تكون مساهمة إيران مفيدة»، وأضاف: «الجميع مسرور بأن تقدم إيران مساهمة مفيدة خلال مؤتمر جنيف 2». غير أن كيري شدّد على أن إيران يجب أن تدفع أيضاً قدماً المفاوضات حول برنامجها النووي وأن تتعاون مع المجموعة الدولية حول سوريا والملف النووي، متسائلاً: «هل يمكنهم أن يساهموا من على هامش المؤتمر؟ هل يمكن أن يساهموا بشكل مفيد في العملية؟ قد تكون هناك طرق لحصول ذلك». وتابع: «لكن ذلك يجب أن يحدده الأمين العام للأمم المتحدة وتحدده النوايا الإيرانية». وقال كيري إن إيران «تعلم تماماً ما عليها القيام به بالنسبة إلى برنامجها النووي، وكذلك بالنسبة إلى مؤتمر جنيف 2. انضموا الى مجموعة الدول وإلى ما نحن جميعاً ملتزمون القيام به، وهو محاولة التوصل الى حل سلمي في سوريا». من جهة ثانية، أكّد مصدر دبلوماسي روسي لقناة «روسيا اليوم» أن وزيري الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وجون كيري سيلتقيان في باريس في 13 كانون الثاني. وأضاف المصدر إن «الطرفين سيتطرقان مجدداً إلى موضوع مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا. وأفاد أن من المنتظر أن يعرض كيري أمام لافروف نتائج اجتماعات الطرف الأميركي مع الممثلين عن المعارضة السورية والتي نوقش فيها موضوع مشاركة المعارضة في «جنيف 2».
من جهة ثانية، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن «قلقها» حيال محاولات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، «فرض سيطرته على سوريا».
أحمد الجربا رئيساً لـ«الائتلاف»
في موازاة ذلك، وبعد المنافسة التي خاضها رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب على رئاسة «الائتلاف» السوري المعارض في وجه الرئيس الحالي أحمد الجربا، نجح الأخير الذي انتهت ولايته في الشهر الماضي، في الاستمرار في منصبه. وفي السياق، بدأ «الائتلاف الوطني» المعارض أمس، اجتماعه في اسطنبول لتقييم قراره بخصوص المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» وقالت مصادر «الائتلاف» إن الاجتماع بدأ ظهر أمس، في جلسة مغلقة في أحد فنادق اسطنبول، على أن يستمر حتى اليوم أو غد.
لكن الائتلاف أكد ضرورة ألا تضم «هيئة الحكم الانتقالية» الرئيس السوري بشار الأسد. وجدد «المجلس الوطني السوري»، أبرز مجموعات «الائتلاف»، أول من أمس، تأكيد عدم مشاركته في المؤتمر. وقال العضو في «المجلس» سمير النشار لوكالة «فرانس برس»: «فكرة هذا اللقاء سيئة (...) ستحاول وضع النظام السوري والمعارضة على قدم المساواة. نرفض ذلك». وأبدى النشار أمله بأن يقاطع «الائتلاف» أيضاً «جنيف 2».

الجيش يدخل برزة

ميدانياً، أعلنت مصادر رسمية سورية استسلام نحو 200 مسلح في «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» مع أسلحتهم في بلدة برزة الملاصقة لمدينة دمشق. وذكر مصدر عسكري لوكالة «سانا»، أن وحدات من الجيش دخلت الحي وتسلمت الأسلحة الثقيلة وفككت العديد من العبوات الناسفة المزروعة بين منازل المواطنين في الحي. ويأتي هذا الخبر، في حال صحته، في سياق مفاوضات للتسوية أجريت مع مسلحي المعارضة خلال الأسابيع الماضية.
وفي السياق، وبعد التسوية التي أتاحت دخول المواد الطبية والغذائية الى بلدة المعضمية، في ظل خروج عدد كبير من الأهالي، علمت «الأخبار»، بحسب مصدر رسمي، أنه منذ 3 أيام خرج حوالى 1500 مواطن من بلدة يلدا (ريف دمشق الجنوبي)، وكان من المفترض خروج حوالى 5000 خلال اليومين الماضيين، إلا أن المسلحين أطلقوا النار عليهم ومنعوهم من الخروج».
إلى ذلك، أوقعت وحدات من الجيش أعداداً من المسلحين قتلى ومصابين في سلسلة عمليات ضد تجمعات في عدرا البلد وجوبر والقابون والمليحة ويلدا وبيت سحم وجرود قارة والزبداني وداريا، بحسب مصادر رسمية. وذكرت مصادر لـ«سانا» أنه تم القضاء على مجموعة مسلحة في محيط معمل السكر بعدرا البلد وإيقاع عدد من القتلى في صفوف المسلحين في حي جوبر وقرب الجامع الكبير بحي القابون. وفي الريف الشمالي، صعّد الجيش عملياته العسكرية في جرود بلدة قارة في القلمون.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أن الشرطة اعتقلت أمس مشتبهاً فيه يحمل الجنسية الإسبانية تحوم شكوك حول انتمائه الى «الدولة الإسلامية في العراق والشام». واعتقل المشتبه فيه في مطار ملقة في جنوب البلاد بعيد وصوله إليها آتياً من اسطنبول.