نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس عن جون كيري قوله لرئيس حزب العمل، إسحاق هرتسوغ، أن الوقت الذي خصصته الولايات المتحدة للعملية السياسية والتوصل الى اتفاق إطار سينتهي في شهر آذار المقبل، وإذا ما تم ذلك فسيتم تمديد المفاوضات لمدة سنة على أساس الاتفاق الأوّلي. ولفتت «معاريف» الى أن كيري سعى خلال اللقاء مع هرتسوغ الى فحص الغطاء السياسي الذي يمكن أن يتوافر لنتنياهو في الساحة السياسية، في حال قررت أوساط من اليمين التصويت ضده بعد تحقيق تقدم في المحادثات. ونقلت «معاريف» عن مقرّبين من هرتسوغ قولهم «طُلب منا ألا نسمح بإسقاط نتنياهو ». وكمؤشر إضافي على أجواء التفاؤل التي يبثّها كيري، أوضحت «معاريف» أيضاً أن جدية الوساطة الاميركية تمثلت أيضاً في ما ذكرته مصادر سياسية رفيعة المستوى، عن أن كيري يعتزم عقد لقاء بين نتنياهو والرئيس محمود عباس بعد بلورة الوثيقة الاميركية لاتفاق الاطار.
في هذه الاجواء، أعلن نتنياهو، خلال جلسة لكتلة الليكود، معارضته إخلاء «مستوطنات مهمة للشعب اليهودي»، حتى من خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، مثل الخليل وبيت إيل. وبهدف تبرير مواقفه، أوضح نتنياهو الحدين اللذين يتحرك بينهما بالقول «من جهة أولى، لا أريد أن تكون هناك دولة إيران، أو تابعة لإيران ملاصقة لنا، ومن جهة أخرى يوجد في الضفة الغربية بين مليون ونصف ومليوني شخص (فلسطيني)، ولا أريد أن نتحول الى دولة ثنائية القومية». وعن مساعي كيري، أضاف نتنياهو «يحاول وزير الخارجية الاميركي بلورة ورقة تعرض الموقف الاميركي، يمكن الطرفين أن يتناولاها، وليس بالضرورة الموافقة عليها، وحتى الى هذه الورقة من الصعب الوصول حتى الآن». في المقابل، أكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون، خلال جولة تفقدية قام بها صباح أمس في قيادة المنطقة الوسطى للجيش الاسرائيلي، «اننا لسنا مشغولين باتفاق إطار، بل بإطار لاستمرار المفاوضات، يوفر المزيد من الوقت الاضافي»، مشيراً إلى أن «مصلحة إسرائيل تكمن في استمرار المفاوضات». ولفت الى أن «هناك من كان يعتقد بأننا سنصل خلال الاشهر التسعة للمفاوضات الى اتفاق دائم».
وحول أجواء التفاؤل، رفض يعلون التطرق الى مضمون المفاوضات، مشيراً الى أنه لا ينظر الى الموضوع من منظار التفاؤل أو التشاؤم، بل «أنا واقعي والفجوات (بين الطرفين) كبيرة جداً. ونحن مصرّون على المصالح الأمنية لدولة إسرائيل، وأدليت برأيي عدة مرات». وأضاف أن «قلب النزاع هو عدم الاعتراف بإسرائيل دولة سيادية، وفي ما يتعلق بأمن دولة إسرائيل أنا سأبقى جوزة من الصعب كسرها».
إلى ذلك، رأى وزير المال ورئيس حزب «يوجد مستقبل» يائير لابيد، خلال جلسة لكتلته، أنه يعلم بحصول تقدم في العملية السياسية، وأن «هناك فرصة حقيقية وقريبة أكثر مما تبدو للعيان، ويجب عدم تفويت هذه الفرصة». ودعا لابيد رئيس الحكومة إلى بذل الجهود لتحقيق هذه الفرصة، مؤكداً أن «يوجد مستقبل» ستدعم ما سمّاه «قرارات شجاعة» من أجل التوصل إلى تسوية للانفصال عن الفلسطينيين.
من جهته، أوضح وزير الاقتصاد ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، خلال كلمة له أمام معهد أبحاث الامن القومي، أنه لن يقبل بتبادل أراض في أي اتفاق سياسي، والذي سوف يؤدي الى جلب المزيد من المتاعب، موضحاً أن الانسحاب من أي منطقة وتسليمها للسلطة سيزيد من المخاطر على الاسرائيليين. وأضاف أن «الشعب الاسرائيلي يجب أن يعرف مصيره من وراء المفاوضات، ويجب أن نعرف الى أين نحن ذاهبون، حيث إن المحادثات في هذه الأيام حاسمة وربما تخرج العديد من القرارات التي يراها البعض في الشارع الاسرائيلي مناسبة والبعض الآخر لا». وأوضح بينيت أنه «لن نقبل بدولة فلسطينية على حدود الـ67، وأن القدس ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية»، مشيراً الى أنه سيعيد النظر في الاستمرار في الحكومة في حال تم توقيع أي اتفاق من شأنه أن يعرّض حياة الاسرائيليين للخطر.
إلى ذلك، كشفت حركة «السلام الآن» عن مشروع بناء 272 وحدة سكنية جديدة استيطانية، في الضفة الغربية، تمت الموافقة عليها عشية مغادرة وزير الخارجية الاميركي جون كيري. وأضافت الحركة أن الوحدات موزعة على الشكل الآتي: 250 وحدة في مستوطنة «عوفرا» و 22 وحدة أخرى في مستوطنة «كرني شمرون».