رغم توزيع الدعوات لحضور «جنيف 2»، تسود أجواء سلبية امكانية انعقاد المؤتمر، أو على الأقل الخروج منه بأي تقدّم. «الائتلاف»، الذي يواجه موجة استقالات، مدّد اجتماعاته 10 أيام قبل قراره النهائي بالمشاركة. و«ما زاد الطين بلّة» تهديد «الجبهة الاسلامية» المشاركين في المؤتمر بوضعهم على قائمة الاستهداف. ويظهر تهديد «الجبهة»، رأس الحربة في قتال «داعش»، أنّ راعيتها السعودية تعمل على نسف «جنيف 2» بالتزامن مع عملها على السيطرة ميدانياً وسياسياً على كامل مناطق المعارضة. كذلك لم تذلّل عقبة مشاركة إيران بعد.
وقد أعلن قائد الهيئة العسكرية لـ«الجبهة الإسلامية» زهران علوش، في تغريدة على «تويتر»، أنّ «الهيئة تعتزم إدراج المشاركين في مؤتمر جنيف 2 من الطرفين (المعارضة والحكومة) على قائمة المطلوبين لديها».
وفي وقت قررت الهيئة العامة لـ«الائتلاف» الاستمرار في الانعقاد حتى 17 الجاري، لدرس كل المواضيع المستجدة بما فيها المشاركة في «جنيف 2»، أفاد مصدر في «الائتلاف» لوكالة «الأناضول» أنّ «الهيئة العامة ستشكل لجان عمل متخصصة في الاستحقاقات المتعلقة بتشكيل لجان تفاوض، ومحاورة الكتل التي انسحبت من الائتلاف، وموضوع الحكومة المؤقتة». وقدم خمسة أشخاص من «الائتلاف»، هم كمال اللبواني، وسميرة مسالمة، ويحيى الكردي، وخالد خوجا، وزياد حسن، استقالاتهم في شكل رسمي إلى «الهيئة العامة» مكتوبة، أما باقي المنسحبين فعليهم الرجوع إلى الكتل التي يمثلونها لاتخاذ القرار.
في موازاة ذلك، أعلنت إيران أنها لم تضع أي شروط من أجل المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، بيد أنها أكدت رفضها أيّ اقتراحات لا تحترم سيادتها. ونفت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم، التصريحات الأميركية بشأن وضع إيران شروطاً مسبقةً للمشاركة.
وأعلنت أن بلادها تدعم جميع الاقتراحات والمبادرات التي تسعى لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية، حتى لو لم توجه اليها دعوة الى المؤتمر. وأشارت الى أن وزير الخارجية محمد ظريف، التقى، أمس، نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، الذي يزور طهران، وأكّد الطرفان «مكافحة الإرهاب أولوية للمؤتمر».
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أنّ لائحة الدعوات الأولى لمؤتمر «جنيف 2» أرسلت أول من أمس ولا تشمل إيران. وتتضمن هذه اللائحة 30 بلداً، بينها القوى الدولية والاقليمية الكبرى بما فيها السعودية ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة. وتلقت الحكومة السورية الدعوة عبر البعثة السورية في نيويورك، أما تمثيل المعارضة فترك فضفاضاً ضمن عبارة إستخدمها بيان الأمين العام للأمم المتحدة، ريثما يجري التوافق على الممثلين في الأيام المقبلة.
وبحسب مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، فإنّ وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 الجاري لاتخاذ قرار في شأن مشاركة إيران أو عدمها.
الأسد سيفوز بانتخابات 2014
من جهة أخرى، أعرب وزير الاعلام السوري، عمران الزعبي، عن ثقته بأنّ الرئيس بشار الأسد سيفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة منتصف العام الجاري «مع وجود مرشحين آخرين أو عدمه». وقال، في مؤتمر صحافي في دمشق، إنّ الأسد «باق رئيساً للجمهورية بانتخابات دستورية شرعية تشارك فيها الناس وتعبر عن إرادة الناس».
من جهة أخرى، شدّد الزعبي على أنّ دمشق ترفض محاورة كل من حمل السلاح في مؤتمر «جنيف 2»، قائلاً إنّ «الحوار المفترض أن يدور في جنيف هو حوار سياسي. الوفد السوري الذي سيذهب هو وفد سياسي ويجب أن يقابله وفد سياسي».
من جهته، انتقد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، مواقف أطراف دولية لم يسمّها بشأن الأزمة السورية، واصفاً تصريحاتهم بأنها «غير موفقة»، مشيراً إلى ضرورة أن يفضي مؤتمر «جنيف 2» إلى عملية سياسية قوامها تشكيل حكومة «لا يكون لرئيس النظام السوري بشار الأسد أي دور فيها». وخلال كلمة له خلال الاجتماع الذي عقده مع مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن القومي، سرتاج عزيز، في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، شدّد الفيصل على أن «يكون الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي والوحيد لكافة أطياف المعارضة السورية» في مؤتمر جنيف.
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارة لطوكيو أمس، أن مؤتمر جنيف يجب أن يؤدي إلى رحيل الأسد. وأضاف أنّ «مئة وثلاثين ألفاً قتلوا. من سمح لهذا الأمر بأن يحدث لا يمكنه أن يبقى على رأس البلد».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)