اللاذقية | «الكيميائي» القادم من الجنوب السوري حطّ رحاله في اللاذقية أمس، قبل أن تلفظه البلاد خارجها عبر مرفأ المدينة. على هذا الحدث، استيقظ الأهالي على طرق مقطوعة وازدحام مروري خانق بسبب الاجراءات الأمنية على مداخل المدينة.
دخلت العربات الخاصة المدينة. الجميع ينتظر «مرور الكيميائي». وقف اللاذقيون يتأملون العربات بكثير من الهيبة وببعض الحذر. البعض أغلق أنفه، وقد بدأ خياله يصوّر له أن هواء المدينة النظيف صار ملوّثاً بالغازات السامة. البعض الآخر خشي من مفاجآت تعرّض المدينة، التي زفّت منذ الصباح 30 شهيداً، لأي أخطار مرافقة لدخول السلاح الخطر إلى أراضيها. سفينتان كانتا في الانتظار في المرفأ يعلو إحداهما علم النرويج، فيما ترفع الأخرى علم الدنمارك. الأنظار تتجه إلى المرفأ. الشرفات مكتظة بالسكان يترقبون وصول الشحنات. اللاذقيون شهود على مرحلة جديدة من تاريخ بلاد... «بلا كيماوي». أحد كبار السن يعبّر عن الأسى الذي يشعر به حيال المشهد، بقوله: «بسبب هالحرب خسرنا سلاح استراتيجي دافعين حقو دم قلوبنا». الشاحنات التي اجتازت الطريق البري الداخلي هي الشحنة الأولى، بحسب الأمنيين.
يأتي حدث نقل شحنات الأسلحة الكيميائية عبر أراضي الساحل السوري، بالتزامن مع استمرار سلاح الجو ومدفعية الجيش بقصف مواقع تمركز المسلحين في نقاط غمام وخان الجوز وسلمى والكوم، بعد رصد تحركات وحشود لهم فيها، بالإضافة إلى ضرب مستودع للذخيرة في قرية كدين شمالاً، حسب مصادر أمنية متابعة. في حين تواصل الكتائب المسلّحة التابعة لـ«جبهة النصرة» و«الجيش الحر» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» الاقتتال في ما بينها في ريف اللاذقية.
وقد جرت محاولات من أطباء المستشفيات الميدانية في ريف المدينة الشمالي الخارجة عن سيطرة الدولة لتحييد نشاط المستشفيات والأطباء عن الاستهداف في الاقتتال بين الكتائب المعارضة. وذلك بعد سيطرة عناصر من تنظيم «الدولة» على مستشفى البرناص في جبل الأكراد، ومصادرتهم أجهزة طبية واعتقال أطباء يعملون مع «الكتائب» الأخرى.