تواكب «مجموعة الأزمات الدولية» التطوّرات العراقية، في فترة ما بعد «داعش»، مركّزة في الفترة الأخيرة على الانتخابات النيابية، ومآلات نتائجها، لا سيما بعد تصدّر «التيار الصدري». من هذا المنطلق، عكفت «المجموعة» على طرح تقارير تتحدث عن التحالفات المرتقبة والحكومة وغيرها من الأمور التي تعقب، عادة، أي انتخابات تشريعية. إلا أن المفارقة، هي أنها كانت قد دعت في أحد تقاريرها السابقة، السعودية لعدم تحويل العراق إلى «ساحة قتال جديدة في حربها الباردة» ضد طهران.وقد يشهد العراق تحولاً سياسياً، بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي، وتصدّرها تحالف مدعوم من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر.
وفي السياق، حذّرت «مجموعة الأزمات الدولية»، من أنه «باستخدامها نفوذها في العراق، يجب على الرياض مقاومة إغراء تحويل البلاد إلى ساحة قتال جديدة في حربها الباردة مع طهران».
وتحسنت العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية والعراق، منذ العام الماضي، بعد أعوام من الجفاء، إثر سلسلة زيارات بين مسؤولي البلدين وإعادة فتح الحدود للمرة الأولى منذ 27 عاماً، واستئناف الرحلات التجارية.
وأكدت «الأزمات الدولية»، في تقريرها، أن اهتمام السعودية الجديد «ينبع من الرغبة في مواجهة النفوذ الإيراني»، مشيرة إلى أن العراقيين، وحتى من بينهم أولئك الذين ينتقدون النفوذ الإيراني، «يريدون منع بلادهم من أن تتحوّل إلى مسرح آخر للنزاع السعودي ــ الإيراني». وأشارت مجموعة الأبحاث، ومقرّها في بروكسل، إلى أن «القدرة المالية للمملكة تمنحها القوة، ولكن ليس بما فيه الكفاية لفرض آرائها».
ورحبت «مجموعة الأزمات الدولية» بعودة الاهتمام السعودي إلى العراق بعد غياب دبلوماسي عنه استمر ربع قرن، إلا أنها حذرت من أنه «في حال حاولت الرياض القيام بالكثير في وقت مبكر، فإنها ستجد نفسها غارقة في البيروقراطية والفساد ــ أو حتى استجلاب رد فعل إيراني».
ونصح التقرير السعوديين بمواصلة تعزيز الدولة العراقية، وهو هدف يسعى إليه الكثير من العراقيين، والتركيز على إعادة الإعمار وإحداث الوظائف والتجارة، إضافة إلى تحقيق المصالحة بين الطوائف العراقية المختلفة، «مع التركيز على تحقيق توازن في الاستثمارات في سائر أنحاء البلاد».
كذلك، دعا التقرير الرياض إلى ضرورة النظر في إجراءات «للاعتراف علناً بالمذهب الشيعي كإحدى المدارس الإسلامية» و«إسكات الخطاب المعادي للشيعة الذي يعتمده رجال دين يقيمون في السعودية».