بتوقيع مكونات المؤتمر الشعبي العام، وحزب الرشاد السلفي في مؤتمر الحوار الوطني، على وثيقة حل القضية الجنوبية، زالت أصعب عقبة أمام تسريع انتهاء الحوار في اليمن، والذي تأجل عن موعده لأكثر من أربعة أشهر بسبب الخلاف حول حل قضية الجنوب. إلا أن الوضع الأمني لا يزال ساخناً بسبب استمرار المعارك بين الحوثيين والسلفيين في الشمال، ومواصلة الطائرات الأميركية ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة.
وقال عضو الحوار الوطني اليمني، باسم الحكيمي، لوكالة «الأناضول»، إن «حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحزب الرشاد السلفي، وقّعا اليوم (أمس)، على وثيقة حل القضية الجنوبية».
وكان حزب المؤتمر الشعبي يرجع رفضه التوقيع إلى كون الوثيقة «تهدد وحدة البلاد»، وطالب بضمانات للتوقيع.
أما حزب الرشاد (الذي تأسس بعد ثورة 11 شباط2011) فلم يوقّع لأنه ليس ممثلاً في لجنة (8 + 8)، وجاء توقيعه، أمس، بناءً على التزام هيئة رئاسة الحوار بقراري مجلس الأمن 2014 و2051 الخاصين باليمن، واللذين يحثان على إشراك كل الأطراف غير الموقّعة على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في تحمل مسؤولية تنفيذ مخرجات الحوار.
ميدانياً، يخوض المتمردون الحوثيون والقبائل الموالية لهم معارك دامية مع القوى الرئيسية في قبائل حاشد النافذة، موسّعين مناطق سيطرتهم في شمال البلاد حسبما أفادت مصادر قبلية ومحلية وسياسية لوكالة «فرانس برس».
وقال مصدر قبلي لـ«فرانس برس»، إن الحوثيين «أسقطوا خلال الأشهر الماضية مناطق في الجوف ويحاولون السيطرة على عاصمة المحافظة مدينة الحزم»، إلا أن «القبائل تمكنت من إحراز تقدم في الأيام الأخيرة وإخراج الحوثيين من بعض المناطق».
كما ذكر المصدر أن محافظة «حجة (غرب صعدة) شبه موالية لهم وباتت هادئة» بعد سريان هدنة سعت من أجلها لجنة وساطة رئاسية، فيما «يستمر القتال في دماج»، وهي المنطقة التي فيها مركز يضم آلاف السلفيين في قلب صعدة. إلا أن المعارك الكبرى تدور الآن في محافظة عمران شمالي صنعاء، وخصوصاً في معاقل قبائل حاشد.
وذكر المصدر القبلي أن الحوثيين «يحاولون إخضاع القبائل لنفوذهم»، مشيراً الى أنهم «نجحوا في استقطاب أجنحة من فروع قبائل حاشد، بسبب رفض هذه الأجنحة لسيطرة آل الأحمر» ما أسفر عن «أول انقسام في حاشد في تاريخها».
فقوات من جناح عذر في حاشد تقاتل مع الحوثيين، فيما جناح بني صريم موال للرئيس السابق علي عبد الله صالح، العدو الأول لآل الأحمر.
وأكدت مصادر محلية أن معارك دامية تدور منذ الاثنين بين الحوثيين وقبائل حاشد في معاقل هذه الأخيرة في عمران، أسفرت عن «عشرات القتلى والجرحى».
وأكد زعيم قبلي لـ«فرانس برس» أن «جماعة الحوثي حققوا خلال معارك نهار الثلاثاء تقدماً كبيراً في هجوم من عدة جهات أدى إلى تراجع مقاتلي حاشد وفرضوا سيطرتهم على عدد من المناطق التابعة للقبيلة».
من جهته، أفاد مصدر عسكري في عمران بأن «لجنة وساطة رئاسية برئاسة اللواء فضل القوسي قائد قوات الأمن الخاصة وصلت مساء أمس (الثلاثاء) إلى منطقة الجبل الأسود القريبة من مناطق القتال في محاولة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق هدنة بين قبيلة حاشد والحوثيين، إلا أنها لم تتمكن من الاتصال بأي من الطرفين نظراً لاستمرار تصاعد حدة المواجهات».
في الوقت نفسه، أفاد سكان ومسؤولون محليون بأن شخصين يشتبه في انتمائهما لتنظيم القاعدة قتلا أمس في هجوم شنته طائرة أميركية من دون طيار في محافظة حضرموت في جنوب شرق اليمن.
من ناحية ثانية، رفض اليمن تسليم السياسي الإسلامي عبد الوهاب الحميقاني الذي تتهمه الولايات المتحدة بتمويل تنظيم القاعدة.
ونفى الحميقاني الاتهام الأميركي، بينما شدد المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، على أن بلاده لن تسلم أي مواطن من دون أدلة.
(أ ف ب، الأناضول)