هدد تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، أمس، بـ«تهديم» مدينة الفلوجة على «رؤوس سكانها» إذا تخلوا عن سلاحهم، داعياً السياسيين «السنّة» إلى الانسحاب من العملية السياسية، والجنود وعناصر الشرطة وقوات الصحوة إلى تسليم أسلحتهم إلى مقاتليه.
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي مخاطباً أهالي الفلوجة، «يا أهل السنّة، لقد حملتم السلاح مكرهين، فإياكم أن تضعوا السلاح، فإن تضعوه هذه المرة فلتستعبدن لدى الروافض ولن تقوم لكم قائمة بعدها»، مضيفاً أن «أهل السنّة» خرجوا في العراق متظاهرين مسالمين منذ سنة، مشيراً إلى أن تنظيمه أخبرهم في حينها أن «الروافض لا يجدي بهم الحلم ولا ينفع معهم السلم، وأقسمنا لكم أنهم سيكرهونكم على حمل السلاح وها قد حملتموه». وكانت الاشتباكات قد تجددت في محيط الفلوجة الشرقي أمس، فيما تشهد قصفاً مستمراً، حيث قالت مصادر إن «الاشتباكات تجددت بين مسلحين والقوات الأمنية من الجيش والشرطة في محيط مدينة الفلوجة من الجهة الشرقية»، مضيفةً أن «قذائف الهاون لا تزال تتساقط بشكل متتابع على أجزاء مختلفة من المدينة».
وكشف مصدر أمني في محافظة ديالى أمس عن أن تنظيم «داعش» اعتمد أسلوباً جديداً لتقليل الضغط الذي يتعرض له مقاتلوه في صلاح الدين والأنبار، عبر نقل المواجهة المسلحة إلى محافظة ديالى، معتبراً أن «مسلحي تنظيم «داعش» نفذوا مساء أمس هجمات منسقة على خمس نقاط أمنية تابعة للفوج السابع من الشرطة الاتحادية في منطقة جلولاء، ما تسبب في مقتل خمسة عناصر أمنيين».
وبين أن أحد الأفواج العسكرية التابعة للواء الـ18 من الجيش العراقي تعرض أيضاً لهجوم مسلح، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من أفراد الجيش، موضحاً أن تنظيم «داعش» يسعى من وراء تصعيد عملياته المسلحة ضد قوات الجيش والشرطة في ديالى إلى نقل المعركة من الأنبار وصلاح الدين إلى محافظة ديالى، لتقليل الضغط الذي يتعرض له مقاتلوه في هاتين المحافظتين.
من جهتها، أكدت الإدارة المحلية في محافظة الأنبار أمس عدم الحاجة الى أي عمل عسكري في مدينة الفلوجة، مبينةً أن قوات الأمن المحلية وأبناء العشائر سيدخلون المدينة قريباً.
ومنح رئيس الوزراء نوري المالكي أمس ضمانات لأهالي مدينة الفلوجة وإدارتها المحلية بأن الجيش لن يدخل إلى المدينة لاستعادتها بعد أن تعهدت القوات المحلية والعشائر بطرد «داعش».
وقال نائب رئيس المجلس فالح العيساوي إن «قوات الشرطة المحلية وأبناء العشائر سيدخلون مدينة الفلوجة خلال الساعات المقبلة، ولا نحتاج إلى أي حلول عسكرية لاستعادة الأمن في المدينة»، معتبراً أن «أي تدخل عسكري غير مطلوب حالياً في الفلوجة».
هذا في الوقت الذي كشف فيه رئيس مؤتمر صحوة العراق الشيخ أحمد أبو ريشة أن «أبناء العشائر والشرطة العراقية يسيطرون على 90% من مدينة الرمادي».
وأضاف: «إن العشائر هي من اختارت عدم تدخل الجيش العراقي في المعارك ضد داعش»، كاشفاً أن «تنظيم داعش أصبح محاصراً في الرمادي»، قبل أن يشير إلى أن «القوات الأمنية وأبناء العشائر قاموا بقطع خط الإمداد على داعش».
(الأخبار)