مع تواصل جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الطريق إلى بلورة اتفاق إطار، يتركز جزء أساسي من المباحثات التي يجريها مع الأطراف المعنية، إسرائيلياً وفلسطينياً وعربياً، حول قضيتي حدود الـ 67، والاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.
في ما يتعلق بحدود عام 67، لا تزال إسرائيل ترفض اعتبارها أساساً للمفاوضات، وإيرادها في الاتفاق الذي يعمل عليه كيري، لكن الأميركيين مهتمون بإيراد بند في الاتفاق يتحدث عن حدود الـ 67، مع تبادل للأراضي، ويؤكدون على أن «هذا هو الموقف الأميركي الثابت»، وخاصة أنه سبق أن ظهر في كل الوثائق السابقة خلال المفاوضات بين الطرفين خلال السنوات العشرين الماضية.وبحسب صحيفة «إسرائيل اليوم»، فإن أحد الخيارات المطروحة للدرس في ما يتعلق بحدود الـ 67، مشابه لما ورد في خريطة الطريق التي وقّع عليها رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، في نيسان 2003. حيث ورد فيها «الهدف هو إنهاء وضع الاحتلال الإسرائيلي على السكان الفلسطينيين الذي بدأ في عام 67، في ظل التفاهم ومراعاة المتغيرات التي حصلت على الأرض»، وبذلك يحافظ هذا الإعلان عملياً على منطقة القدس والكتل الاستيطانية.
أما لجهة قضية يهودية الدولة، فقد نقلت صحيفة «هآرتس»، عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن كيري حث ملكَي الأردن والسعودية خلال لقائه بهما، يوم الأحد الماضي، في عمان والرياض، على مساعدته على نيل الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية وأن يدعما موقف عباس في حال قرر الاستجابة، أو على الأقل الامتناع عن محاولة إحباطه. وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن وزير الخارجية الأميركي عبر عن أمله بأن يلمس أيضاً تعاطياً إيجابياً مع الموضوع خلال لقائه المزمع مع وزراء الخارجية العرب بعد أيام في باريس.ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن كيري تبنى موقف نتنياهو، في ما يتعلق بالاعتراف الفلسطيني بيهودية إسرائيل، ويعمل على إدخال هذه القضية في صلب «اتفاق الإطار»، وبرر المسؤول الإسرائيلي ذلك بأن كيري يدرك أنه دون هذا الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، سيجد صعوبة كبيرة في الحصول من نتنياهو على تنازلات تتعلق بشأن إدارة المفاوضات إلى أساس حدود عام 1967، أو إظهار ليونة في قضية الترتيبات الأمنية.
لكن «هآرتس» أكدت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يزال يرفض إدخال هذه القضية في الاتفاق، ويرى بأن اعترافاً كهذا يمس بحقوق مواطني إسرائيل العرب.
في السياق نفسه، صرح سفير الولايات المتحدة في تل أبيب، دان شابيرو، للإذاعة الإسرائيلية، بأن كيري يأمل بأن يتمكن خلال أسابيع من عرض «اتفاق إطار». كما نقلت صحيفة «اسرائيل اليوم» عن شابيرو قوله إنه «سمع من نتنياهو وأبو مازن أموراً لم يسمعها أحد من قبل». موضحاً أن «هناك إمكانية لأن تمتد المفاوضات إلى ما بعد الفترة التي تقررت لها». لكنه أوضح أنه «كي يتاح التمديد، فإن الطرفين ملزمان بالوصول الى اتفاق إطار ينطوي على مبادئ توجيه لاستمرار الحوار».
في سياق متصل (أ ف ب)، بحث الملك الأردني عبد الله الثاني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان أمس تطورات مفاوضات السلام.
وبحسب بيان الديوان الملكي، فقد أكد الملك الأردني الذي اطلع من عباس على الموقف الفلسطيني إزاء مسار مفاوضات السلام الإسرائيلية _ الفلسطينية «على أهمية صون مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني».وأكد عباس في تصريحات صحافية عقب اللقاء أن اجتماعه مع الملك «انصب على تبادل الرأي حول توحيد الموقف الأردني والفلسطيني حيال مبادرة» وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ورداً على سؤال، قال عباس إن «كيري لا يزال يطرح أفكاراً، ونحن نناقش هذه الأفكار، وسيأتي في فترة قريبة، ولدينا أيضاً لقاءات مستمرة مع مساعديه حتى تنضج الأفكار، قبل أن يقدم إطاراً للاتفاق الذي سيطرحه علينا».