شكّل استقطاب الأمراء المناوئين للعوائل الحاكمة في الخليج واحدةً من أدوات المواجهة بين قطر والدول المقاطِعة لها. وكان للسعودية والإمارات قصب السبق في هذا المضمار عبر استضافتهما الشخصيات المعارِضة لـ«نظام الحمدين»، ومحاولتهما التسويق لها بوصفها بديلاً منه، فيما اكتفت الدوحة إلى الآن باحتضان الفارّين من سلطات الرياض وأبو ظبي أملاً في استخدامهم ورقة ضغط مستقبلاً. وبرز من بين الشخصيات القطرية التي شرّعت لها السعودية أبوابها الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني (الصورة)، نجل رابع حكام قطر، الذي طلع نجمه مع احتدام «أزمة الحجّ» بين الدوحة والرياض، فعمدت الأخيرة إلى تصويره وسيطاً، قبل أن تجمع حوله أمراء آخرين في مقدمهم سلطان بن سحيم آل ثاني، بهدف تصديره إلى الرأي العام كقائد بديل من أمير قطر وأبيه. ولما أُسقِط في يد عبد الله، وأعلن من أبو ظبي أنه خاضع للاحتجاز (ما اضطر الإمارات إلى إطلاق سراحه)، بقي للرياض وأبو ظبي الأمراء الآخرون الذين لا يزالون ينشطون عبر وسائل الإعلام السعودية والإماراتية. أما لناحية قطر، فقد أميط اللثام قبل أيام (الأخبار - 29 أيار 2018) عن لجوء نجل حاكم إمارة الفجيرة، الشيخ راشد بن حمد الشرقي، إلى سفارتها في لندن، وطلبه اللجوء في الدوحة، التي دخلها لاحقاً بجواز سفر دبلوماسي بعد تسريبه الكثير من أسرار الدولة للقطريين.