لا يزال التواصل «الجدي» بين موسكو وواشنطن يمثّل الرئة الوحيدة لإبقاء «جنيف 2» على قيد الحياة. «الائتلاف» السوري المعارض المتخبط بمشاكله الداخلية باق «على شروطه المسبقة»، فيما معارضون بالجملة لم يتوصلوا إلى اتفاق بالحدود الدنيا خلال اجتماعهم في قرطبة الاسبانية.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أنّ وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري اتفقا على مواصلة الأعمال المشتركة إعداداًً لـ«جنيف 2» خلال لقائهما المقبل في 13 كانون الثاني الجاري في باريس. وجاء في بيان الخارجية أنّه جرت بين الوزيرين أمس مكالمة هاتفية ناقشا خلالها «الوضع حول سوريا. وتم التوصل الى اتفاق على مواصلة الأعمال المشتركة تحضيراً لجنيف 2 خلال اجتماع الوزيرين».
وأعربت الوزارة عن أسفها لاستمرار «الائتلاف» السوري في طرح شروط مسبقة لمشاركته في المؤتمر، إذ «يحاول من خلال ذلك حسم نتائجه مسبقاً». وأكدت أنّ موسكو «تواصل عملها الحثيث مع كل الأطراف السورية، بما في ذلك الائتلاف. وفي هذا السياق من المقرر عقد عدد من اللقاءات على مستوى عال».
في موازاة ذلك، اجتمعت جماعات من المعارضة السورية، بما في ذلك عدد من ممثلي المعارضة الإسلاميين، لأول مرة في مدينة قرطبة الاسبانية أمس، في مسعى للتوصل إلى موقف مشترك قبل المؤتمر.
ويشارك في الاجتماعات أعضاء من «الائتلاف» ومبعوثون من جماعات معارضة داخل سوريا. وقال المعارض كمال اللبواني إنّ معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا. وأضاف أنّ ثلاثة على الأقل من أعضاء «الجبهة الإسلامية» جاؤوا أيضاً لحضور الاجتماع. وذكر أنّ الخلافات بين الوفود عميقة الى درجة يصعب تجاوزها.
وقال ممثل من «لواء الإسلام» الذي يعمل مع «الجبهة الإسلامية» لوكالة «رويترز» إنّه من بين المشاركين في الاجتماع، ولكنه لم يكشف عن تفاصيل بخصوص دوره.
بدوره، رأى المعارض فواز تللو، أحد منظمي الاجتماع، أنّ «الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد المندوبين المشاركين في جنيف».
في السياق، أشار وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إلى أنّه «واضح أن مؤتمر جنيف 2 ينبغي إذا عقد أصلاً أن يركز على إنشاء الهيئة الانتقالية التي ستضطلع بسلطات (الرئيس بشار) الأسد».
من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، عن ثقته بأنّ «جنيف 2» سيسهم في السيطرة على النزاع في سوريا وتخفيف حدته، وإن لم يتمكن من إنهائه تماماً، في وقت أعلنت فيه وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان، في بيان مشترك أمس، أنّ ألمانيا ستدمر بقايا من الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها. وأكدت الوزارتان أنّ ذلك جاء «بناءً على طلب من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية».
من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أنّ بلاده ستؤيد مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2» في حال وقّعت طهران على بيان «جنيف 1».
وأعرب الوزير التركي، في تصريح إلى وكالة «الأناضول»، عن اعتقاده بأن المعارضة السورية ستشارك في مؤتمر «جنيف 2».
وأوضح أنّه «بالنسبة إلينا فإن العناصر التابعة للنظام السوري، وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) وعناصر القاعدة، جميعها عوامل تهدد الأمن»، مضيفًا أن «هناك شراكة بين تنظيم داعش وبين النظام السوري خلف الكواليس».
إلى ذلك، أكد المنسق العام لـ«هيئة التنسيق» المعارضة، حسن عبد العظيم، تلقيه مقترحاً أميركياً لحضور مؤتمر «جنيف 2» مع عدد من أعضاء الهيئة. وأشار إلى أنّ «الاقتراح تم على أساس حضور هذه الشخصيات ضمن وفد الائتلاف، معتبراً أنّ «هذا الأمر مرفوض». وأكد «أننا نريد حضور المعارضة في الداخل والخارج بوفد واحد ومطالب ورؤية (واحدة) وبرنامج واحد يضم الهيئة والائتلاف وجميع القوى والشخصيات المستقلة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)