بعد اربعة ايام على مغادرة وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وقبل ايام على عودته، نشرت وزارة البناء والاسكان الاسرائيلية، عطاءات لبناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية. 800 وحدة موزعة داخل الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة وخارجها، من ضمنها عمانويل وكرني شومرون والكناه وارييل وبيتار عيليت، فيما سيجري تسويق بناء 600 وحدة في حي رمات شلومو في القدس الشرقية.
وسيُعادُ ايضا نشر عطاءات سابقة للتسويق لبناء 532 وحدة استيطانية في حي بسغات زئيف، ونيفيه يعقوب ورامتوت بالقدس المحتلة، حيث سبق ان نُشرت عطاءاتها لكنّ الطلب كان عليها ضعيفا. وكتعبير عن نجاح تل أبيب في فرض معادلة الاستيطان في مقابل تحرير الاسرى، وعن تدني سقف ردود الفعل، باتت اشكالية نشر العطاءات حول الوحدات الاستيطانية مرتبطة بتوقيتها لا في أصل الاعلان عنها. ضمن هذا الاطار، سعى الاميركيون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى تأخير الاعلان عن نشر العطاءات الاستيطانية حتى يكون هناك فاصل زمني عن موعد الدفعة الثالثة من تحرير الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وهذا ما فعله الاخير لدى تأجيله نشر العطاءات، مع زيارة كيري الاخيرة الى اسرائيل.
في السياق، ذكرت صحيفة «معاريف» انه «في الاسابيع الاخيرة، انكشفت الفجوات العميقة بين اسرائيل والاميركيين من جهة، والفجوات بين الفلسطينيين والاميركيين من جهة اخرى، وبناءً عليه فان اتفاق الاطار وتوقيعه، لن يكونا، ويحتمل الا يعلن ايضا عن ورقة الموقف الاميركي التي يعمل كيري عليها، وخاصةً في ضوء تدني احتمال التوصل الى توافق».
ويشعر الإسرائيليون، بحسب «معاريف»، بأن «كيري يستخدم الاتحاد الاوروبي مسدساً موضوعاً على الطاولة في المعركة الاولى كي يلمح لنتنياهو بأنه اذا لم يلين مواقفه، فستتعرض اسرائيل لمقاطعات مختلفة، كما يضغط كيري على نتنياهو لقبول الترتيبات الامنية، ولا سيما في غور الاردن، مع ان ثلاثة وزراء على الاقل في المجلس الوزاري، يعلون وشطاينتس واردان، لا يقبلون هذه الترتيبات على المستوى العملي».
وفي ما يتعلق بقضية القدس، اضافت «معاريف»، «يضغط كيري على نتنياهو كي يقبل صيغة تعترف بالقدس عاصمةً للدولتين، وصيغة مخففة في قضية اللاجئين، تتيح تحققا محدودا لحق العودة». من جهتها، كشفت «هارتس» أن «نتنياهو اعرب عن رفضه ضم قضية القدس في نطاق اتفاق الاطار». واضافت إن «مسؤولين اسرائيليين كبيرين اكدا لها ذلك، فيما نقلت عن أحدهما قوله، ان نتنياهو لن يوافق على أي وثيقة يرد فيها ذكر اقامة عاصمة فلسطينية على أي مساحة من اراضي القدس، حتى لو ادى ذلك الى تفجير المباحثات الجارية».
وفي ما يتعلق بخطوط عام 67، ذكرت «معاريف» أن «الصيغة التي ستظهر في الورقة الاميركية تمثل سببا وجيها للجدال، لكون كيري يريد أن يعرض صيغة يكون واضحا فيها ماذا سيتبقى بيد اسرائيل، وماذا لن يتبقى. واهمية هذه الصيغة تكمن في انها ستقدم نتياهو كما لو انه تنازل عن المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية، وعمليا لن يتمكن من البناء فيها». ودعا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، اسرائيل الى الموافقة على اقتراح كيري بشأن اتفاق الاطار مع الفلسطينيين، مشيرا إلى ان هذا افضل اقتراح يمكن ان يعرض عليها. ورأى ليبرمان «اننا والفلسطينيين سنظل نعيش معا وسنبقى جيرانا، سواء توصلنا الى حل شامل، ام لم نتوصل، وهناك الكثير من المشاكل، لذا فإن التواصل المباشر والمفاوضات امر مهم يجب المحافظة عليه».
إلى ذلك، افاد استطلاع للرأي اجرته «معاريف» بأن 80% من الاسرائيليين لا يؤمنون بأن المفاوضات الجارية ستؤدي الى التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، فيما اعرب 9% عن اعتقادهم بانها ستؤدي الى اتفاق سلام.
ورأى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أنه «كلما كثف كيري جهوده وقرر العودة إلى المنطقة، كثف نتنياهو تدمير عملية السلام»، مشيراً إلى أن هذا الأخير «يشن حرباً على القانون الدولي والشرعية الدولية».