تتدرج جبهة «التحالف» في الاعتراف برواية الجيش واللجان لمعارك الساحل
بالتوازي مع ذلك، نقلت مواقع يمنية موالية للإمارات عن مصادر ميدانية قولها إن 1250 جندياً من «ألوية العمالقة» و«المقاومة التهامية» محاصرون في منطقة الدريهمي القريبة من مطار الحديدة، «الأمر الذي يهدد بإبادتهم عبر القصف بسلاح الهاون فقط»، وإن «هؤلاء المحاصرين استقبلوا منذ يومين إمداداتهم عبر البحر». ونقلت عن تلك المصادر أن «القوات الموالية للحوثيين تمكنت من قطع طرق إمداد ثلاثة ألوية من قوات العمالقة بعد سيطرتها على منطقتي الفازة والجاح». وتشكّل هذه الأنباء استكمالاً لاعتراف متدرج برواية الجيش واللجان الشعبية، التي تؤكد أن الميليشيات المدعومة إماراتياً لم تتمكن من السيطرة على المطار، وهو ما تقرّ به الأخيرة مُرجِعةً الأمر إلى «شبكة الألغام والتحصينات العسكرية المحكمة»، وأن المهاجِمين باتوا محصورين بين فكي كماشة ولا منفذ أمامهم سوى البحر، وأن القوات المنتشرة على الشريط الساحلي تتعرض لعمليات استنزاف متواصلة كبدتها إلى الآن خسائر بشرية ومادية كبيرة، تماماً مثلما كان توقع زعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، الذي توعد بجعل الساحل الغربي «مستنقعاً يغرق فيه الغزاة». وقد أدت آخر تلك العمليات، في منطقة الفازة، إلى مصرع قيادي في القوات الموالية لـ«التحالف» ومرافقيه، و«تدمير طقم عسكري للمرتزقة ومصرع من كانوا على متنه في المنطقة نفسها»، فضلاً عن «استهداف مخزن أسلحة لمرتزقة العدوان في منطقة النخيلة بالدريهمي، ما أدى إلى احتراقه بالكامل» بحسب ما أفادت به وكالة «سبأ» الرسمية التابعة لحكومة الإنقاذ. ويوم أمس، أطلقت القوة الصاروخية في الجيش واللجان صاروخاً باليستياً من نوع «قاهر M 2» على «تجمعات الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي».
وولّد تصاعد حالة الاستنزاف هذه خلافات داخل معسكر «التحالف»، خصوصاً بعدما آثر مقاتلون كثر تحت لواء نجل شقيق الرئيس السابق، طارق محمد صالح، الانكفاء عن القتال، فيما رفضت ما تسمى «المقاومة التهامية» التقدم إلى الجبهات الأمامية، مُفضِّلةً العمل في حراسة المواقع العسكرية في المخا والخوخة. وهذا ما جعل «ألوية العمالقة» السلفية، التي ينتمي معظم عناصرها إلى المحافظات الجنوبية، وحيدة في صدارة المواجهة، ودَفَعها إلى اتهام شركائها في العمليات بـ«التقاعس». وإلى جانب خيبتَي الاستنزاف والتخاذل، جاء فشل رهان الإمارات والسعودية - بناءً على معلومات مغلوطة قدمها إليهما طارق صالح وجوقته الإعلامية الخصبة الخيال والمصادر الاستخبارية التابعة لـ«ألوية الجمهورية» - بأن أهل الحديدة سينتفضون على «أنصار الله»، وسيستقبلون الخليجيين بالورود بوصفهم فاتحين. رهان أثبت الواقع زيفه، ولا سيما أن تجارب «التحالف» المخزية في عدن وتعز لا تزال ماثلة أمام الجميع، بمن فيهم أبناء تهامة.
مجزرة جديدة في الحديدة
ارتكبت مقاتلات تحالف العدوان، أمس، مجزرة جديدة بحق المدنيين في محافظة الحديدة، بعد ساعات من استهدافها نازحين من المدينة مُسبِّبةً مقتل وجرح ما لا يقلّ عن 20 شخصاً منهم. وأفادت مصادر محلية بأن طائرات «التحالف» أغارت على مدنيين من قرية الربصة في مديرية الحوك، أثناء اجتماعهم حول خزان مياه جهّزته إحدى المنظمات الإنسانية ليسدّ حاجة أبناء القرية من المياه. وأضافت المصادر أن الغارة أدت إلى مقتل 7 مدنيين بينهم 3 أطفال، وجرح 5 آخرين منهم 3 أطفال وامرأة. وكانت مقاتلات العدوان قد استهدفت، صباح أول من أمس، حافلة تقلّ نازحين على طريق زبيد - الجراحي، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين بينهم 3 أطفال وجرح 12 آخرين. في مساء اليوم نفسه، نفذت طائرات «التحالف» خمس غارات على مديرية جبل رأس، مُلحِقةً أضراراً فادحة بمنازل المواطنين وممتلكاتهم.