القاهرة | أثارت تصريحات رئيس حكومة الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم، خلافاً بين الأوساط السياسية الرسمية وغير الرسمية في مصر، حيث خلّفت حالة من التشويش والتساؤلات حول دعم الإمارات للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، وعدم تفضيل ترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، لرئاسة مصر في الانتخابات المقبلة.
وكان حاكم دبي قد عبّر في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس عن أمله بأن يبقى السيسي في منصبه وزيراً للدفاع، وأن يترشح شخص آخر ــ من دون أن يسميه ــ لرئاسة مصر.
ورأت مصادر دبلوماسية مصرية وثيقة الصلة بمؤسسة الرئاسة لـ «الأخبار» أن تصريحات المسؤول الإماراتي غير مفهومة حتى الآن، ولا يعرف أحد السبب من ورائها، ولكن كانت هناك تحركات إماراتية رسمية وغير رسمية قامت بوساطة بين شفيق ومسؤولين سياسيين مصريين لتعزيز فرص الأول وإعادة طرحه على المشهد السياسي المصري، بعد عودته إلى القاهرة من الإمارات التي لجأ إليها عقب فوز الرئيس المعزول محمد مرسي. وأكدت المصادر المصرية سعي بعض الوسطاء المصريين لإقناع الإمارات بدعم ترشيح السيسي لرئاسة مصر، على خلفية دعمهم لمصر عقب عزل مرسي، والتأكيد على حرص مجموعات واسعة من المصريين على ترشيح السيسي ضماناً لاستقرار البلاد.
وشددت المصادر على أن الإدارة السياسية في مصر الآن لن تقبل أي إملاءات من دولة عربية أو أجنبية بشأن ترشيح السيسي أو غيره في الانتخابات الرئاسية القادمة، ومن سيختار الرئيس هو الشعب المصري وحده.
وفي السياق، رفضت الخارجية المصرية التعليق على تصريحات حاكم دبي، وتعللت بالانشغال بنتائج الإستفتاء على الدستور، بعد أن كانت أصدرت بيانات شديدة اللهجة رفضاً لما يصدر من تصريحات من دول أخرى كقطر وتركيا، معتبرةً أنها تدخل في الشؤون الداخلية المصرية.
وربطت المصادر بين تصريحات المسؤول الإماراتي وتصريحات وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، التي قال فيها إنه أعرب في اتصال هاتفي مع السيسي عن قلقه من الاتهامات الموجهة للرئيس السابق محمد مرسي وتطورات الأوضاع الأخيرة في مصر. إلا أنها أشارت الى إمكانية تقبل التصريحات الإماراتية باعتبارها نصيحة من دولة عربية شقيقة، ولكن تبقى تصريحات المسؤول الأميركي غير مقبولة في الوسط السياسي المصري.
ورأى خبراء وناشطون سياسيون في مصر أن تصريحات محمد بن راشد تدخلاً غير مقبول في الشأن المصري، حتى لو كانت من دولة صديقة وداعمة لمصر، معتبرين أن هذه التصريحات وصاية من الإمارات على القرار الداخلي المصري.
وقال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، فية تعليق على موقع «الفايسبوك»، إن هذا التصريح يحرج وزير الدفاع والقوى السياسية والأحزاب في حربهم على الإرهاب، مطالباً بضرورة عدم تأثير مثل هذا التصريح على موقف السيسي من الترشح للرئاسة، أو الداعمين له.
ويرى بعض السياسيين المصريين أن ترشيح السيسي لرئاسة مصر قد يكون خطوة إيجابية وداعمة لما يعتقدون أنه حرب على الإرهاب الذي يستهدف البلاد هذه الأيام، لذلك يفضلون أن يكون الرئيس القادم ذا خلفية عسكرية، فيما يفضل البعض الآخر عدم إقحام القوات المسلحة في المشهد السياسي والتفرغ لدورها في حماية البلاد.
ولم يجد عدد كبير من السياسيين في مصر حرجاً من تدخل الإمارات أو السعودية على وجه الخصوص في تقديم النصيحة أو حماية مقدرات الشعب المصري، ودعم ثورته التي قام بها على حكم الإخوان المسلمين.